( ٧٠ ) أخي يا أخي ما كان أحلى اجتماعنا |
|
بمنزلنا يوماً وما كان أطيبا |
ويا وقتنا ما كان أزهى وأطربا |
|
ويا ربعنا ما كان أبهى وأعجبا |
أخي لو ترى نور المحاريب في الدجى |
|
أسيراً بأصفاد الحديد ملبّبا |
إذا ما ترءىٰ في الفلا ربّ جسرة |
|
ينادى به مهلاً لكي يعلم النبا |
أيا راكباً علباء حرف متى سرى |
|
بها مدلج قدّت بأخفافها الربیٰ |
( ٧٥ ) رويداً ولو لوت الازار وأصِغ ما |
|
عليك سأتلو شاكياً متعتّبا |
متى شمت أطلال الغريّ فعج به |
|
ولاتك عن سمت به متنكّبا |
فإنّ بمثواه ابن عمران خير من |
|
سما وعلى هام المجرة طنبا |
علي أمير المؤمنين وإنّه |
|
أجلّ الورى قدراً وأرفع منصبا |
فإن لزمت كفّاك سامي ضريحه |
|
فقل بعدما تقري السلام تقرّبا |
( ٨٠ ) ألا يا وليّ الله جئتك مخبراً |
|
وعمّا رأى طرفي أتيتك معربا |
تركت حسيناً في ثرى الطفّ ضارعاً |
|
له كبد حرّى تزيد تلهّبا |
تلبّس سافي عثير العفر إذ غدا |
|
عفيراً ومن أثوابه قد تسلّبا |
وقد صار للبيض الصفاح ضريبة |
|
وللصافنات الجرد أصبح ملعبا |
وأصحابه من حوله وبناته |
|
أيادي سَبا تعنو إلى من لها سبیٰ |
( ٨٥ ) يُسار بها رغماً على معطس الهدى |
|
وسجّادها فوق الحدائج ركّبا |
فسرعان واستنجد بني غالب فلن |
|
تذلّ متى جالت بحرب وتغلبا |
هلمّ إلى ربع الطفوف عسى بها |
|
يسهّل من أمر السبا ما تصعّبا |
وخذ ثار من أمسىٰ بساحة ربعها |
|
قتيلاً فأضحى في ثراها مغيّبا |
وخلّص بنيك الغرّ من قبضة العدى |
|
وكن طالباً يوماً لها من تطلبا |
مخافة أن يُسرى بها لمضلّل |
|
غويّ كفور بالرسالة كذّبا |
( ٩٠ ) فيغدو بشرب الراح يلهو شماتة |
|
ويهفو بصفق الراح بشراً تطرّبا |
وينشد إذ يدعو مشائخه التي |
|
غدت في مضامير الهزاهز رعّبا |
أيا ليت أشياخي حضور ولم تكن |
|
ينادي سروري وابتهاجي غيّبا |
فلا زال منهل اللعائن واكفاً |
|
بصوب عليه إذ له اللعن صوّبا |
ودونك يا رب الفخار فريدة |
|
إذا ما تلاها منشد القول أطربا |
( ٩٥ ) قلائد درّ في رثاك نقبتها |
|
وتأبى لغيري في الرثا أن تنقّبا |
بها قد سخت نفسي فصارت كريمة |
|
عليك وإن كنت اللئيم المسبّبا |