وزاد ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية : ١٢ : ١٥ بوصف هذا المجلس بقوله : « كان مجلسه يحضره خلق كثير من العلماء من سائر الطوائف » .
وأثنىٰ عليه اليافعيّ في تاريخه الموسوم بمرآة الجنان ٣ : ٢٨ في حوادث سنة ثلاث عشرة وأربعمائة حيث قال : « عالم الشيعة ، صاحب التصانيف الكثيرة شيخهم المعروف بالمفيد ، وبابن معلّم أيضاً ، البارع في الكلام والجدل والفقه ، وكان يناظر أهل كلّ عقيدة مع الجلالة والعظمة في الدولة البويهيّة » .
وذكره ابن النديم في الفهرست : ٢٢٦ حيث قال : « ابن المعلّم أبو عبد الله . . . في عصرنا انتهت إليه رياسة متكلّمي الشيعة مقدّم في صناعة الكلام على مذاهب أصحابه ، دقيق الفطنة ، ماضي الخاطر ، شاهدته فرأيته بارعاً » .
وكانت ثمرة عمره الشريف آثاره التي ناهزت المائتين بين كتاب ورسالة ، طبع البعض منها قبل سنين عديدة من غير تحقيق ، وبقي الكثير منها في رفوف المكتبات تنتظر النور .
وقد وفّقت بحمد الله ومنّه بتحقيق مجموعة من الرسائل المخطوطة في مواضيع مختلفة منها :
١ ـ الرسالة العدديّة :
إحدى الرسائل التي اشتهرت بين العلماء والفقهاء ، رسالة تضمّنت الرّد على القائلين بأنّ شهر رمضان تامّ لا ينقص أبداً .
أوّلها بعد الحمد والصلاة على النبيّ وآله الطاهرين « ذكرت أيّدك الله أنّ كتاب أخٍ من إخواننا أهل الموصل ورد عليك يكلّفك سؤالي عن شهر رمضان هل يكون تسعة و عشرين يوماً ؟ . . . إلىٰ آخره » .
وبعد بيان الأحاديث التي اعتمدها أصحاب العدد ، والردّ عليها ، وبيان فسادها ، استدلّ بالأحاديث الصحيحة الثابتة المرويّة عن أهل بيت العصمة والنبوّة ، بسنده المتّصل إلى الأعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام ، الذين لا يطعن عليهم ، وهم أصحاب الاصول المدوّنة والمصنّفات المشهورة كما عبّر عنهم بذلك المصنّف قدّس سرّه .
عنونها أصحاب الموسوعات بعناوين أخرىٰ منها : « جوابات أهل الموصل في العدد والرؤية » ، أو « مسألة في العدد والرؤية » .
٢ ـ رسالة المسح على الرجلين :
احتوت هذه الرسالة صورة المناظرة التي
جرت بين الشيخ المفيد نوّر الله مضجعه