حكاية فخرى البارودى
وقال بعضهم" ما قولك فى زيارة فخرى البارودى (١٤).
وفخرى البارودى هذا أحد نواب دمشق وصديق قديم لى وأديب واسع الإطلاع وله شعر يتفكه به ، ويعبث وهو فوق ذلك وقبله من أظرف خلق الله. ولو لا أن أظلم غيره لقلت إنه أظرف الناس قاطبة. وكنت قد سمعت قبل سفرى إلى دمشق أنه يكتب بحثا يثبت فيه أن المعرى كان عالما بالموسيقى فاشتقت أن أطلع عليه ، وإن كنت أعرف أن أبا العلاء المعرى أحاط بكل ما كان فى زمانه من علوم وفنون وآداب.
وأقلتنا سيارة إلى مكتب اتخذه فى زقاق قديم فدخلنا فإذا بستان صغير وإذا هو متربع فى حجرة كبيرة على مقعد عظيم رفيع كأنه العرش وأمامه منضدة طويلة عليها طوائف شتى من الكتب والدفاتر والأوراق المبعثرة وحوله عدد من رجال الموسيقى يضربون على العود والكمان إلى جانبيه طبلة ورق ينفر على هذا تارة وتلك