محطة القدس
بين" اللد" و" الرملة"
وقد حدث مرة أن دعتنى قبيل الحرب محطة" القدس" اللاسلكية ـ وهى مصلحة حكومية ـ إلى إذاعة حديث منها عن" النبوية" فقبلت مغتبطا وسافرت بالطائرة فلما وقفت أمام الموظف المختص بالجوازات رأيته يتردد وهو يختم الجواز ويراجع اسمى ثم يتناول كتابا أسود ضخما فينظر فيه ثم يدعونى أن انتظر فى المقصف أو حيث شئت وبعد ساعة أو أكثر يدعونى إليه ويعرب لى عن أسفه لأنه مضطر أن يأبى على الدخول وأن يعيدنى إلى مصر ، ثم تفضل ، فأنبأنى أن الطائرة القادمة من" بغداد" ستصل بعد ثلث ساعة ففى وسعى أن أستقلها إلى مصر.
فتعجبت لأن حكومته هى التى دعتنى فكيف تصدنى عن بلادها وأريته عقد الإذاعة ، فهز رأسه وقال إن هذا ليس من شأنه وإنما تلقى أمرا فهو يمضيه.