مدينة حلب
(١٣)
" حلب مدينة الموسيقى ، وقد قال لى بعضهم : إن فى كل بيت كمانا أو عودا أو غير ذلك من المعازف حتى بيوت النصارى واليهود والأرمن فأضحكنى هذا ، وقلت له : ما كنت أعرف قبل اليوم أن كون المرء نصرانيا أو يهوديا أو أرمانيا يمنع أن يكون موسيقيا.
وكانت شهرة حلب أنها تحافظ على القديم وتحرص عليه وتأبى أن تخرج بفنها إلى الذى يسمونه تجديدا ولست أهل هذا الفن ولا دراية لى به وإن كنت فى صدر حياتى قد أضعت عاما ونصف عام وأنا أحاول أن أتعلم العزف على الكمان ، وكان أستاذى هو" الخواجة تلماك"(٣٥) وكان دكانه على مقربة من سراى البارودى التى كانت فيها (الجريدة) وليس ذنبى إنى أخفقت أو انقطعت عن الطلب ، فقد كنت قليل الصبر وشق على أن لا أبلغ مبلغ" سامى الشوا" فى أسبوع