غير مرة كان قد اغتصبها وهو الذي سلمها مما سهل الأمر حتى لو كانت إدارة الأتراك بخير. لقد خاف بكر منذ أن اعتلى دست الخلافة السلطان مصطفى ، فقد ذكر عنه أنه رجل فطن للغاية وقد عقد العزم على تطهير جهاز الدولة والامتناع عن الحروب الخارجية ومن المؤكد أنه قرر وضع حد للاضطرابات الحاصلة في بغداد وذلك بإبعاد الطاغية المذكور ، مما جعله يرتمي في أحضان الشاه.
قيل لي ـ من جهة أخرى ـ إن السلطان مصطفى عقد معاهدة سلام مع الشاه عباس أمدها عشرون سنة. فإن كان خبر الهجوم على بغداد صحيحا فهذا يعني ان عباس خرق المعاهدة وهذه أقل عادات الشاه عباس!.
مهما يكن من أمر فالأخبار غير واضحة وانتظر مزيدا منها مع تفاصيل أخرى.
* * *
في ٢٦ أيار زرت دير الآباء الكرمليين في غوا ... وعلمت أنهم افتتحوا لهم مبعثا في البصرة ، وكذلك فعل الأوغسطينيون.
* * *
آخر الأخبار الواردة من البصرة تفيد بأن المدينة هادئة وقد ولى عنها شبح الحرب.
في ٢٩ أيلول ١٦٢٤ جرت رسامة أسقف لمدينة انكامالي حيث يسكن نصارى القديس توما وهم من أتباع الطقس الكلداني وكانوا يخضعون لسلطة بطاركة بابل الكلدان ... لكن البرتغاليين حاولوا إبعادهم عن تقاليدهم وكسبهم لروما (١).
في مجرى كلامه عن الهنود البنيانيين (الجزء ٢ : ٤٢٧) وعاداتهم وأصوامهم يسترجع ذكرياته) : «... لقد رأيت مرات عديدة بعض المسيحيين ـ في العراق ـ وخاصة النساء والفتيات اليافعات اللواتي لأمر في نفوسهن
__________________
(١) ذكرنا هذه الفقرة لعلاقتها بالتاريخ الكنسي في العراق.