لأن السردار الجديد ان كان قد تحرك من اسطنبول في تلك السنة نفسها فإنه لا يصل قبل شهر أيار ولو أسرع جدا في تحركه فلعله يصل في نيسان ، لأنه يجب أن يمر بحلب ليجمع من هناك المؤن الضرورية ، ويبلغ المناطق النائية لإرسال المقاتلين ، كما عليه ان يوزع المقدار المقرر من علف الخيل كما يفعلون كل سنة. كل هذه الأمور تجعل اقترابه بهذه السرعة من الأمور المستحيلة ، والمعروف جيدا من الحملات السابقة أن الجيش التركي لا يصل في نفس السنة التي يخرج بها من اسطنبول ، بل يقضي السنة الأولى في حلب وبين النهرين ، وفي السنة التالية يتقدم إلى الحدود الفارسية ليبدأ الحرب ، ويحصل أحيانا انه يصل في فصل الشتاء فعندئذ يتوقف عن القتال.
أما أن يكون هذا السردار الجديد قد أمر بالتحرك من اسطنبول في نفس السنة وليس في السنة السابقة فهذا أمر معقول لأنه لم يبلغني أبدا أنه قد وصل إلى حلب أو إلى مكان آخر ، فيكون السردار الجديد حالما تسنم الصدارة ، واعتقد في شهر آذار أو ما قبله بقليل ، وكان يعلم بأن البصرة في خطر ، قد عمل فورا على إرسال القبوجي ليقوي معنويات والي البصرة. وهذا أسرع بالسير سالكا الطرق القصيرة المباشرة نظرا لأهمية رسالته فوصل بهذا الوقت إلى البصرة كما ذكرت.
مهما يكن من أمر فإني لا أصدق قرب وصول السردار وجيشه كما أشيع بين الشعب ، وانتظر ان تبرهن الأيام على جلية الأمر.
في الثالث والعشرين من نيسان انتشر في البصرة خبر جديد مفاده أن الشاه أمر بإلحاح الخان الحاكم في بغداد ، وصديقه أمير البادية ناصر بأن ينهبا بأية طريقة ممكنة القافلة التي كانت تستعد للرحيل من البصرة باتجاه حلب ، أو في الأقل أن يحولا دون خروجها. وكان التجار قد أعدوا كل شيء للرحيل فداخلهم الخوف من هذه الإشاعة وامتنعوا عن السفر فعلا ، وبعثوا رسولا باسمهم وباسم أكابر البصرة إلى الأمير ناصر يستوضحونه الخبر ويسألونه بصريح العبارة إن كان يسمح لهم وللقافلة بالمرور بسلام. ولقد اعتقدت بصحة هذه الأخبار لأن الشاه يهمه كثيرا ان تكون التجارة مع الهند تحت