أوغلي» أي ابن الصرصور (١) وهو ابن ذلك الصرصور اللعين الذي كان قبطان البحر. وتسمى هذه البلدة «المحمودية» نسبة إلى محمود باشا ؛ ويفضل البعض تسميتها «الجديدة» لحداثة بنائها (٢).
مررنا في اليوم الثالث بقرية خربة اسمها «زوبية» (Zeobia) وبعد منتصف النهار وصلنا إلى نهر الفرات فأخذنا نسير بمحاذاته هناك ظهرت أمامنا جماعة من المسلمين بالبنادق والأقواس وغير ذلك كانوا نحو ثمانية أشخاص أو عشرة وكانوا ممتطين صهوات جيادهم وإذا بهم يتجهون صوبنا فتهيأنا للقتال إذ ليس من الفطنة في هذه النواحي الانتظار للتحقق من غاية القادمين ، فأشعلنا فتائل البندقيات وجمعنا العباءات والعمائم الكبيرة وغير ذلك من الألبسة الفضفاضة فوضعناها تحت أنظار السيدة المرافقة لنا التي أظهرت روحا قتالية عالية أعجبتني كثيرا فهي لم تخف البتة بل وقفت تراقبنا عند المحنة دون رهبة. أما الحيوانات فقد جمعت وراءنا واصطف حملة البنادق واستعد أصحاب الأقواس أمامهم وهكذا تحركنا لمناجزة القادمين. فلما اقتربنا قليلا جرى حوار بيننا فعلمنا أنهم جنود من بغداد فزال الغضب والتحفز وتبادلنا أطراف الحديث واستمعنا إلى آخر الأنباء ثم قالوا إنهم اعتقدوا أننا من أتباع مبارك حين رؤيتهم ألبسة الرسام وجمال القافلة لأن أولئك يسافرون دائما على الجمال. ثم افترقنا فسارت كل جماعة في طريقها. وأمضينا تلك الليلة في خان عند النهر يدعى «خان المسيب» كان بناؤه جيدا وله جدران عالية أشبه بالقلعة وقد شيد في وسط البادية لراحة المسافرين فهو مكان أمين.
__________________
جواد ود. أحمد سوسه : ذكر توليه مرة واحدة ص ٢٨٨ ؛ ولم يرد اسمه في كتاب «بغداد مدينة السلام» لكوك ، ترجمة د. مصطفى جواد وفؤاد جميل ٢ : ٢٤٦ (انظر الملحق ٣ من هذا الكتاب).
(١) جيكال تعني : زيز ، جدجد ، صرار الليل وهو على شاكلة الصرصور يقف على الأشجار في ليالي الصيف ويصدر صوتا خاصا : دوزي : تكملة المعاجم العربية نقله إلى العربية وعلق عليه د. محمد سليم النعيمي ٥ : ٣٩٩.
(٢) العزاوي : تاريخ العراق بين احتلالين ٤ : ١٦٣.