في مقابل النصوص الصريحة من القرآن الحكيم فيحكم برأيه ، كقوله : « متعتان كانتا على عهد رسول الله وأنا أنهي عنهما وأعاقب عليهما » ، ويقول لمن أجنب ولم يجد ماء : « لا تصل ». رغم قول الله تعالى في سورة المائدة : ( فإن لم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا ).
أخرج البخاري في صحيحه في باب « إذا خاف الجنب على نفسه » قال : سمعت شقيق بن سلمة قال : كنت عند عبدالله وأبي موسى فقال له أبوموسى أرأيت ياأبا عبدالرحمن إذا أجنب فلم يجد ماء كيف يصنع فقال عبدالله لا يصلي حتى يجد الماء فقال أبوموسى فكيف تصنع بقول عمار حين قال له النبي (ص) كان يكفيك ، قال : ألم تر عمر لم يقنع بذلك فقال أبوموسى فدعنا من قول عمار كيف تصنع بهذه الآية فما درى عبدالله ما يقول فقال إنا لو رخصنا لهم في هذا لاوشك إذا برد على أحدهم الماء أن يدعه ويتيمم فقلت لشقيق : فإنما كره عبدالله لهذا ، قال : نعم (١).
* ٣ ـ الصحابة يشهدون على أنفسهم
روى أنس بن مالك أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال للانصار : إنكم سترون بعدي أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله على الحوض. قال أنس فلم نصبر (٢).
وعن العلاء بن المسيب عن أبيه قال : لقيت البراء بن عازب رضي الله عنهما فقلت طوبى لك صحبت النبي صلىاللهعليهوآله وبايعته تحت الشجرة ، فقال : يا ابن أخي إنك لا تدري ما أحدثنا بعده (٣).
وإذا كان هذا الصحابي من السابقين الاولين الذين بايعوا النبي صلىاللهعليهوآله تحت الشجرة ، ورضي الله عنهم وعلم ما في قلوبهم فأثابهم فتحا قريبا ، يشهد على نفسه وعلى أصحابه بأنهم أحدثوا بعد النبي وهذه الشهادة هي مصداق ما أخبر به ( ص ) وتنبا به من أن
__________________
( ١ ) صحيح البخاري ج ١ ص ٥٤.
( ٢ ) صحيح البخاري ج ٢ ص ١٣٥.
( ٣ ) صحيح البخاري ج ٣ ص ٣٢ باب غزوة الحديبية.