أسباب الاستبصار
أما الاسباب التي دعتني للاستبصار فكثيرة جدا ولا يمكن لي في هذه العجالة إلا ذكر بعض الامثلة منها :
لقد اليت على نفسي عند الدخول في هذا البحث أن لا أعتمد إلا ما هو موثوق عند الفريقين وأن أطرح ما انفردت به فرقة دون الاخرى ، وعلى ذلك أبحث في فكرة التفضيل بين أبي بكر وعلي بن أبي طالب وأن الخلافة إنما كانت بالنص على علي كما يدعي الشيعة أو بالانتخاب والشورى كما يدعي أهل السنة والجماعة.
والباحث في هذا الموضوع إذا تجرد للحقيقة فإنه سيجد النص على علي بن أبي طالب واضحا جليا كقوله صلىاللهعليهوآله : « من كنت مولاه فهذا علي مولاه » قال ذلك بعد ما انصرف من حجة الوداع فعقد لعلي موكب للتهنئة حتى أن أبا بكر نفسه وعمر كانا من جماعة المهنئين للامام ويقولان : « بخ بخ لك يا أبن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة » (١).
__________________
( ١ ) مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٤ ص ٢٨١ سر العالمين للامام الغزالي ص ١٢. تذكرة الخواص لابن الجوزي ص ٢٩ الرياض النضرة للطبري ج ٢ ص ١٦٩ كنز العمال ج ٦ ص ٣٩٧ البداية والنهاية لابن كثير ج ٥ ص ٢١٢ تاريخ ابن عساكر ج ٢ ص ٥٠ تفسير الرازي ج ٣ ص ٦٣ الحاوي للفتاوي للسيوطي ج ١ ص ١١٢.