النتيجة وقد تحدث عن ذلك في خطبته المعروفة بالشقشقية.
وبعد علي استولى معاوية على الخلافة فأبدلها قيصرية ملكية يتداولها بنو أمية ومن بعدهم بنو العباس إبنا عن أب ولم يكن هناك خليفة إلا بنص السابق على اللاحق أو بقوة السيف والسلاح والاستيلاء ، فلم تكن هناك بيعة صحيحة (١) في التاريخ الاسلامي من عهد الخلفاء وحتى عهد كمال أتاتورك الذي قضى على الخلافة الاسلامية إلا لامير المؤمنين علي بن أبي طالب.
من الاحاديث التي أخذت بها ودفعتني للاقتداء بالامام علي ، تلك التي أخرجتها صحاح أهل السنة والجماعة وأكدت صحتها والشيعة عندهم أضعافها ولكن ـ وكالعادة ـ سوف لا أستدل ولا أعتمد إلا الاحاديث المتفق عليها من الفريقين ، ومن هذه الاحاديث :
وهذا الحديث وحده كاف لتشخيص القدوة الذي ينبغي اتباعه بعد الرسول صلىاللهعليهوآله ، لان العالم أولى بالاتباع ، أولى أن يقتدى به من الجاهل.
قال تعالى : ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) (٣).
وقال أيضا : ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدّي إلا أن يُهدى فما لكم كيف تحكمون ) (٤) ومن المعلوم أن العالم هو الذي يهدي والجاهل يستحق الهداية وهو أحوج إليها من أي أحد.
وفي هذا الصدد سجل لنا التاريخ أن الامام عليا هو أعلم الصحابة على الاطلاق وكانوا يرجعون إليه في أمهات المسائل ولم نعلم أنه ( ع ) رجع إلى واحد منهم قط فهذا
__________________
( ١ ) أي بإجماع المسلمين لم يفرضها عليهم أحد ولم تكن « فتنة».
( ٢ ) مستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٢٧ تاريخ ابن كثير ج ٧ ص ٣٥٨ أحمد بن حنبل في المناقب.
( ٣ ) سورة الزمر : آية ٩.
( ٤ ) سورة يونس : آية ٣٥.