بئر معونة ، وأجمعوا : أن جيش العسرة هو غزوة تبوك ، وبينهما ست سنين ، فمن استشهد ببئر معونة ، كيف يشهد جيش العسرة؟
وصوابه : «أنه تزود مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» في مخرجه إلى الهجرة ، والحق مع أبي نعيم أخرجه الثلاثة» (١).
ولكننا نقول :
إن تأكيد البعض على أنه لم يشترك في السرية إلا أنصاري واستثنى البعض عمرو بن أمية ، يدل على أن عامر بن فهيرة لم يكن في هذه السرية.
وكذلك رواية ابن مندة المتقدمة تدل على ذلك.
وأما ما ذكره أهل المغازي ، فإن معظمهم تبع لابن إسحاق ، وعيال عليه ، وعلى الواقدي ، وقد نص الواقدي على عدم حضور أي مهاجري في السرية ، فالنصوص على استشهاده ببئر معونة تنتهي إلى أفراد معدودين ، ولا يجدي إجماع من هذا القبيل ، وصرف حديث التزود إلى قضية الهجرة يحتاج إلى ما يثبته ويدل عليه.
والخلاصة : أن ما ذكره ابن مندة يوجب الشك فيما روي من استشهاده يوم بئر معونة ، بالإضافة إلى دعوى :
أنه لم يكن مهاجري في السرية إلا الضمري ، أو بدونه أيضا.
رابعا : إننا نجد : أن حسان بن ثابت ، وأنس بن عباس السلمي ، وعبد الله بن رواحة قد رثوا من شهداء بئر معونة كلا من :
__________________
(١) المصدران المتقدمان.