وإخباره «صلى الله عليه وآله» أن الله سبحانه قد أمره بأن يلعن قريشا مرتين ، فلعنهم «صلى الله عليه وآله» (١) ،
إلى غير ذلك من موارد لهج فيها «صلى الله عليه وآله» بلعن أولئك الذين يعزون عليهم ،
نعم ، ليس كل ذلك إلا الجرح الذي لا يندمل ، والمصيبة التي لا عزاء لها إلا بضرب وإهانة شخص الرسول الأكرم «صلى الله عليه وآله» ولو عن طريق التزوير الرخيص ، والكذب الصراح حتى على الله ورسوله ، والعياذ بالله.
ولا ندري بعد هذه الأكاذيب والأباطيل كيف يفسرون لعنه «صلى الله عليه وآله» لأولئك الذين تلبسوا ببعض العناوين الساقطة والمرفوضة إسلاميا كلعنه للمحتكر ، وشارب الخمر ، وساقيها وغيرهما ، وآكل الربا ، والذي يلبس لباس المرأة ، والرجلة من النساء ، ومن قطع السدر ، والنائحة ، والمستمعة ، ومن هو مثل البهيمة ، والواشمة ، والمستوشمة ، ومن جلس وسط الحلقة ، ومن غيّر منار الأرض.
إلى غير ذلك مما لا مجال لتتبعه ، ويمكن مراجعة مادة (لعن) في المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي ، وكتاب الترغيب والترهيب ، وأي كتاب حديثي آخر.
فإن الذي ذكرناه ما هو إلا غيض من فيض ، وقطرة من بحر ، وقد أتى العلامة الأميني «رحمه الله تعالى» ، في كتابه القيم (الغدير) بشواهد كثيرة ومتنوعة لكثير مما يدخل في سياق ما ذكرناه ، فليراجعه من أراد.
__________________
(١) مسند أحمد ج ٤ ص ٣٨٧ وزاد : وأمرني أن أصلي عليهم ، فصليت عليهم مرتين ..