أموال ؛ فإن كانت لنا لا تمنعونا ، وإن كانت لله ففرقوها على عباده ، وإن كانت لكم فتصدقوا. إن الله يجزي المتصدقين». فقال عمر بن عبد العزيز : «ما ترك لنا الأعرابي في واحدة عذرا».
* * *
ومن التعريفات والأمثلة السابقة يمكن القول بأن التقسيم يطلق على أمور :
أحدها : استيفاء جميع أقسام المعنى ، وقد ينقسم المعنى إلى اثنين لا ثالث لهما ، أو إلى ثلاثة لا رابع لها ، أو إلى أربعة لا خامس لها ، وهكذا ..
ومن تقسيم المعنى إلى اثنين لا ثالث لهما بالإضافة إلى بعض الأمثلة السابقة قول ثابت البناني : «الحمد لله وأستغفر الله» ، ولما سئل : لم خصهما؟ قال : لأني بين نعمة وذنب ، فأحمد الله على النعمة ، وأستغفره من الذنوب.
ومنه قول الشماخ يصف صلابة سنابك الحمار :
متى ما تقع أرساغه مطمئنة |
|
على حجر يرفض أو يتدحرج (١) |
فالوطء الشديد إذا صادف الموطوء رخوا ارفض وتفرق منه ، أو صلبا تدحرج عنه ، ولهذا لم يبق الشماخ قسما ثالثا.
ومن تقسيم المعنى إلى ثلاثة لا رابع لها قول زهير :
فإن الحق مقطعه ثلاث |
|
يمين أو نفار أو جلاء (٢) |
__________________
(١) مطمئنة : ساكنة ، ويرفض : يتفرق ، والأرساغ : جمع رسغ وهو من الدواب الموضع المستدق بين الحافر.
(٢) النفار : المنافرة والتحاكم ، والجلاء : البيّنة التي تجلو وتكشف حقيقة الأمر.