ما نوال الغمام وقت ربيع |
|
كنوال الأمير يوم سخاء |
فنوال الأمير بدرة عين (١) |
|
ونوال الغمام قطرة ماء |
فالشاعر هنا قد أوقع التباين بين النوالين أي العطائين : نوال الغمام ونوال الأمير ، مع أنهما من نوع واحد وهو مطلق نوال.
ومن أمثلة التفريق أيضا قول الشاعر :
من قاس جدواك بالغمام فما |
|
أنصف في الحكم بين شكلين |
أنت إذا جدت ضاحك أبدا |
|
وهو إذا جاد دامع العين |
فهنا شيئان من نوع واحد هما جدوى الممدوح وجدوى الغمام ، أي عطاؤهما ، وقد أوقع الشاعر تباينا بينهما بفرق يفيد زيادة وترجيحا لكفة عطاء الممدوح ، فهو يعطي ضاحكا فرحا بالعطاء ، على حين يعطي الغمام دامع العين ، كأنما هناك قوة تدفعه إلى العطاء على غير إرادة منه.
ومنه قول الشاعر :
قاسوك بالغصن في التثني |
|
قياس جهل بلا انتصاف |
هذاك غصن الخلاف يدعى |
|
وأنت غصن بلا خلاف |
فالشاعر أتى هنا بشيئين من نوع واحد على التشبيه هما : غصن شجر الخلاف أي الصفصاف ، وقوام صاحبته الذي يشبه الغصن في التثني ، ثم أوقع التباين والتفريق بينهما لفائدة معنوية ادعاها ، وهي تفضيل قوام صاحبته على غصن الخلاف ، لأن الأخير تنفر النفس عنه لاسمه «الخلاف»
__________________
(١) العين : من معانيها النقد عامة من دراهم ودنانير وغيرها وهو المقصود هنا ، والبدرة : كيس فيه ألف أو عشرة آلاف ، وهذا الكيس يصنع من جلد ولد الضأن إذا فطم ، فبدرة عين : كيس مملوء بالدراهم أو الدنانير أو غيرها ، والنوال : العطاء.