وما هو إلا نور ثغر لثمته |
|
تعلق في أطراف شعري فألهبا |
وأعجبني التجنيس بيني وبينه |
|
فلما تبدى أشنبا رحت أشيبا |
فالشنب بفتحتين صفة حسن ورقة وعذوبة في الثغر ، يقال : ثغر أشنب ، أي طيب النكهة رقيق تبدو منه الثنايا بيضاء نقية ، والجناس هنا في «أشنبا» و «أشيبا» ، واللفظان متماثلان في كل شيء ولا يختلفان إلا في النقط فقط ، وكل جناس من هذا النوع يسمى «جناس التصحيف».
* * *
د ـ وإن اختلف اللفظان في ترتيب الحروف سمي «جناس القلب» ، وسماه قوم «جناس العكس». وهذا الجناس يشتمل كل واحد من ركنيه على حروف الآخر من غير زيادة ولا نقص ويخالف أحدهما الآخر في الترتيب. وهو يأتي على أربعة أضرب.
١ ـ قلب كل : وذلك إذا جاء أحد اللفظين عكس الآخر في ترتيب حروفه كلها ، نحو قولهم : «حسامه فتح لأوليائه وحتف لأعدائه» ، وهذا المعنى مأخوذ من قول العباس بن الأحنف :
حسامك فيه للأحباب فتح |
|
ورمحك فيه للأعداء حتف |
ومنه قول الشاعر وقد جانس بين لفظي «راهب» و «بهار» بفتح الباء :
حكاني بهار الروض حين ألفته |
|
وكل مشوق للبهار مصاحب (١) |
__________________
(١) البهار بفتح الباب نبت طيب الريح له زهرة صفراء ينبت أيام الربيع ، وقيل هو العرار بفتح العين الذي يقال له عين البقر. قال الشاعر :
تمتع من شميم عرار نجد |
|
فما بعد العشية من عرار |