اختيار مفردات الألفاظ المسجوعة والتراكيب ، بحيث تكون بعيدة عن الغثاثة والبرودة ، والثاني أن يكون اللفظ في الكلام المسجوع تابعا للمعنى لا المعنى تابعا للفظ ، والثالث أن تكون كل واحدة من الفقرتين المسجوعتين دالة على معنى غير المعنى الذي دلت عليه أختها.
ومن السجع الحسن المستوفي لهذه الشروط قول ابن الأثير من كتاب يتضمن العناية ببعض الناس ، قال : «الكريم من أوجب لسائله حقا ، وجعل كواذب آماله صدقا ، وكان خرق العطايا منه خلقا ، ولم ير بين ذممه ورحمه فرقا. وكل ذلك موجود في كرم مولانا أجراه الله من فضله على وتيرة ، وجعل هممه على تمام كل نقص قديرة».
ومن السجع الذي خرج إلى التطويل والتكرار لاتفاق السجعتين في معنى واحد وإن اختلفت الألفاظ قول الصابي من تحميد في كتاب :
«الحمد لله الذي لا تدركه العيون بألحاظها ، ولا تحده الألسن بألفاظها ، ولا تخلقه العصور بمرورها ، ولا تهرمه الدهور بكرورها ، ثم الصلاة على النبي الذي لم ير للكفر أثرا إلا طمسه ومحاه ، ولا رسما إلا أزاله وعفّاه».
فلا فرق هنا بين مرور العصور وكر الدهور ، وكذلك لا فرق بين محو الأثر وعفاء الرسم.
أقسام السجع
والسجع ليس صورة واحدة ، وإنما هو يأتي في الكلام على أربعة أضرب أو أقسام : المطرّف ، والمرصع ، والمتوازي ، والمشطر.
١ ـ فالمطرّف : هو ما اختلفت فيه الفاصلتان أو الفواصل وزنا واتفقت رويا ، وذلك بأن يرد في أجزاء الكلام سجعات غير موزونة