وأحدهما في آخر البيت ، والآخر في صدر المصراع الثاني ، كقول أبي تمام في رثاء محمد بن نهشل حين استشهد :
وقد كانت البيض القواضب في الوغى |
|
بواتر فهي الآن من بعده بتر (١) |
«فالبواتر» و «البتر» بضم فسكون يرجعان في أصلهما إلى اشتقاق واحد.
د ـ في اللفظين الملحقين بالمتجانسين لشبه الاشتقاق :
١ ـ ما يكون اللفظان الملحقان بالمتجانسين يجمعهما شبه الاشتقاق وأحدهما في آخر البيت والثاني في صدر المصراع الأول ، كقول الحريري :
ولاح يلحى على جري العنان إلى |
|
ملهى فسحقا له من لائح لاح |
ف «لاح» الأول ماضي يلوح بمعنى ظهر ، و «لاح» في آخر البيت اسم فاعل من لحاه بمعنى أبعده ، فهما متجانسان لفظا مختلفان معنى ، ويجمعهما شبه الاشتقاق.
٢ ـ ومنه ما يكون اللفظان الملحقان بالمتجانسين يجمعهما شبه الاشتقاق وأحدهما في آخر البيت والثاني في حشو المصراع الأول ، كقول المعري :
لو اختصرتم من الإحسان زرتكمو |
|
والعذب يهجر للإفراط في الخصر (٢) |
__________________
(١) البيض القواضب : السيوف القواطع جمع قاضب ، والبواتر : صفة أخرى هنا للسيوف بمعنى القواطع أيضا لحسن استعماله إياها ، وبتر بضم فسكون : جمع أبتر ، أي مقطوع الفائدة.
(٢) العذب هنا : يعني العذب من الماء ، والخصر بفتحتين : البرودة ، والمعنى : أن بعدي عنكم إنما هو لكثرة ما أنعمتم عليّ وطوقتموني من الإحسان.