أَشْراطُها) [محمد : ١٨] ، وعند أهل الحجاز يخفف كلاهما ، وعند بعض العرب تقحم بينهما الألف (١) للفصل ، نحو :
... |
|
... أأنت (٢) أم أمّ سالم (٣) |
______________________________________________________
عند الثّانية ، فلا يصار إلى التخفيف قبل حصول الاستثقال ، وأما القول بإدخال ألف الفصل بينهما لفظا لا خطا أشار إليه بقوله : وعند بعض العرب ... إلخ.
ثم قاعدة تخفيف أحدهما أن هاتين الهمزتين إما متفقتان في الحركة نحو (أَوْلِياءُ أُولئِكَ) [الأحقاف : ٣٢] و (جاءَ أَشْراطُها) [محمد : ١٨] ، وإمّا مختلفين فيها كما في جاء إبل فعند الاتفاق إما أن تكون الهمزة الأولى في آخر الكلمة أو لا ، فإن كانت في آخرها جاز حذف أول المتفقين إن أريد التخفيف فيها ، وكذا جعل الثّانية بين بين إن أريد فيها ، ونقل قلب الثّانية حرف مد أي : ألفا إن انفتحت الأولى ، وواوا إن ضمت ، وياء إن انكسرت ، فعلى هذا تجعل الهمزة الثّانية ألفا في جاء أشراطها ، ثم حذف لالتقاء الساكنين ، وإن كانت في الأولى فإن كانت في الأولى فإما أن تخفف الأولى أو الثّانية فإن تخفف الثّانية فاجعلها بين بين كما في سأل ، وإن تخفف الأولى فإما أن تكون قبلها حرف آخر أو لا ، فإن لم تكن فلا تخفف ؛ لأن الهمزة المبتدأ بها لا تخفف ، وإن كان فإما مفتوحا فتجعل بين بين نحو سأل ، وإما مكسورا أو مضموما فتجعل ياء أو واوا كما في مير ومؤجل ، وقال بعضهم : تجعل الألف في اللفظ دون الخط في المتفقين متمسكين بقول الشاعر : أأنت ... إلخ ، وعند الاختلاف تخفف أيتهما على حسب قانون تخفيف الهمزة المفردة نحو : جاءني قارء أبيك ، إلا أن الأولى عنده تجعل بين بين كما في مستهزئون ، والثّانية تبدل بحرف يوافق حركة ما قبلها كما في أواخذ هذا فإنه ينفعك في مواضع شتى ، والتفصيل في الرضي والنظامي ، فإن أردت الاطلاع فارجع إليهما. اه فقير عبد القدير.
(١) في اللفظ دون الخط كراهة اجتماع ثلاث ألفات ، وذكر ابن الحاجب في شرح المفصل : لم يثبت إقحام الألف إلا في مثل أانت وشبهه. اه ف.
(٢) أي : نحو قول ذي الرمة :
فيا ظبية الوعساء بين جلاحل |
|
وبين النقاء أانت أم سالم |
الوعساء : الأرض اللينة ، وجلاحل بالجيم المفتوحة والحاء المهملة المضمومة اسم موضع ، ونقاء اسم موضع آخر ، وأم سالم حبيبته ، سمي هذا النوع في الكلام تجاهل العارف وهو سوق المعلوم مقام غيره لنكتة كالتحير في هذا المثال ، فلما رأى الشاعر ظبية في هذا الموضع مشابهة بأم سالم وهي حبيبته في الحسن والجمال تجاهل لتحيره في الحب في أن تلك الظبية ، ظبية أو هي أم سالم فخاطبها وناداها فقال : يا ظبية ... إلخ. اه أحمد.
(٣) بعض بيت من البحر الطويل ، وهو لذي الرمة في الجمل في النحو ص ٢٥٠ ، وكتاب سيبويه ٣ / ٥٥١ ، والأمالي للقالي ٢ / ٦١.