التخفيف واجب (١) في : «يرى» دون أخواتها مع (٢) اجتماع حرف علّة بالهمزة في الفعل الثقيل ، لكثرة الاستعمال ، ومن ثمّ لا يجب : «ينى» في : ينأى (٣) ، و «يسل» في : يسأل ، و «مرى» في : مرأى (٤).
وتقول في إلحاق (٥) الضمائر : رأى ، رأيا ، رأوا ، رأت ، رأتا ، رأين ... إلخ ،
______________________________________________________
بأنه واجب ، ثم لما كان مظنة أن يسأل أن وجوب هذا التخفيف مختص بيرى أم يجري في أخواته أيضا كنأى ينأى مثلا أشار إلى دفعه بإيراد قوله بعيده : دون أخواتها ودليله ظاهر. اه تحرير.
(١) حتى لا يجوز استعمال الأصل والرجوع إليه إلا في ضرورة الشعر كقوله :
ألم تر ما لاقيت والدّهر أعصر |
|
ومن يمتد العيش يرأى ويسمع (١) |
اه. ف.
(٢) قوله : (مع ... إلخ) فعلم من قول المصنف أن شروط وجوب الحذف ثلاثة :
أحدها : كثرة الاستعمال.
وثانيها : اجتماع حرف العلّة بالهمزة.
وثالثها : أن تجمعا في الفعل.
فمتى اجتمعت هذه الشروط في كلمة وجب تخفيفها وجوبا غير قياس كما سيصرح ، ومتى انتفى واحد منها لم يجب التخفيف وقد تحقق كلها في ترى فحذفت الهمزة منه على سبيل الوجوب كذا في العصام. اه فلاح.
(٣) قوله : (في ينأى) بل يجوز بعد قلب الياء ألفا أن تخفف الهمزة بحذفها ونقل حركتها إلى النون قبلها ويجوز إبقاؤها لفقدان الشرط الأول وهو كثرة الاستعمال. اه أحمد.
(٤) قوله : (في مرأى) اسم مكان من رأى بل يجوز بعد قلب الياء ألفا أن تخفف الهمزة بحذفها ونقل حركتها إلى الراء قبلها وإن لم يستعمل كما سيجيء ، وجاز إبقاؤها لفقدان الشرط الثّالث وهو اجتماع حرف علّة مع الهمزة في الفعل وعلى إبقائها في قول الشاعر :
حمامة جرعا حومة الجندل اسجعي |
|
فأنت بمرأى من سعاد ومسمع |
اه. شمس الدين رحمهالله تعالى.
(٥) قوله : (في إلحاق ... إلخ) لما فرغ المصنف رحمهالله من بيان الهمزة المجردة من الضمير شرع في بيان أحكامها إذا لحقها الضمير مستكنة كانت أو بارزة بقرينة المثال ، فقال : وتقول في إلحاق ... إلخ ، رأى رأيا بإثبات الهمزة ، والماضي وإن كان كثير الاستعمال نحو مضارعه ـ
__________________
(١) البيت من البحر الطويل ، وهو بلا نسبة في أخبار الزجاجي ص ٧٠ ، ولسان العرب ، مادة (رأي).