ساكنان ، ثم لو حذف أحدهما فيلتبس بالواحد في مثل : لن يرى (١) ، ب : يرى ، وأن يرى.
وأصل : «ترين» : ترأيين ، على وزن : تفعلين ، فحذفت (٢) الهمزة كما في : «يرى» فصار : تريين ، ثم جعلت الياء ألفا لفتحة ما قبلها (٣) ، فصار : تراين ، ثم حذفت الألف لاجتماع الساكنين ، فصار : ترين ، وسوّي (٤) بينه وبين جمعه اكتفي
______________________________________________________
ولما ورد على هذا الجواب بأنه غير مستقيم إذ لا التباس بالواحد عند حذف أحدهما فإنه حينئذ يصير يران والواحد ليس إلا يرى ، فقال لدفع ذلك : في مثل لن يرى ... إلخ ، توضيحه أنه ليس مرادنا بالالتباس الالتباس مطلقا بل فيما أدخلت عليها لن أو أن الناصبتين ، فإذا التبس في هذه الصورة ولم تقلب بالألف حملت عليها الصورة التي لم يلتبس فيها وهي تريان ولم تريا. اه من العصام بتوضيح.
ولا يخفى أن هذا الالتباس يرتفع بأدنى الالتفات وبمعونة المقام. اه جلال الدين.
اللهم هذه نكتة بعد الوقوع والحاكم بذلك هو الواضع تدبر. اه
(١) قوله : (في مثل لن يرى) فإنه بعد دخول الناصب تسقط النون الإعرابي فلو حذف الياء عن التثنية بعد القلب بالألف يصير لن يرى ، فلا يدرى حينئذ أنه صيغة الواحد لم يحذف منه حرف أو مثنى حذف منه النون بدخول لن ، ولهذا لم تقلب ألفا وهذه الالتباس في التلفظ لا في الكتابة ؛ لأن ألف التثنية تكتب على صورة الألف ؛ لأنها ليست بمنقلبة من الياء ، وألف المفرد تكتب على صورة الياء لانقلابه منه. اه مولوي معه فلاح شرح مراح.
(٢) قوله : (فحذفت ... إلخ) قدم ههنا إعلال الهمزة وأخر إعلال الياء على عكس ما قال في يرى تنبيها على جواز الوجهين. اه عبد الحكيم.
أي : حذف حركتها معلقة فالتقى ساكنان الراء والهمزة فحذفت الهمزة وأعطى حركتها للراء قبلها فصار ... إلخ. اه ف.
(٣) (لفتحة ما قبلها) ، واعترض عليه بأن فتحة ما قبلها غير لازمة لكونها منقولة فكيف تجعل ألفا على تقرير المصنف ، ولا يقال : إن الراء في الأصل أعنى الماضي متحرك أيضا ؛ لأن لزوم حركة الأصل معتبر في هذا القانون ، وأمّا لزوم فتحة ما قبله غير معتبر ؛ لأنا نقول : إن هذا اللزوم أيضا معتبر كما صرح به المصنف فيما بعد ، ومع هذا فقلب الياء ألفا ونقل حركة الهمزة إلى ما قبلها. اه إيضاح.
(٤) قوله : (وسوّي ... إلخ) جواب عما يقال كما أن بين المفرد والجمع مغايرة معنوية فكذا الأصل في صيغها هو التميز اللفظي ؛ ليوافق المعنى واللفظ ، فلم يفرق بينهما بما حاصله : التمييز نوعان حقيقة وتقديرا فههنا وإن لم يوجد النوع الأول لكن وجد الثّاني فلا إيراد فافهم. اه لمحرره.