بالفرق التقديري ، كما في : «ترمين» (١) وسيجيء في باب الناقص.
وإذا أدخلت النون الثقيلة في الشرط (٢) كما في قوله تعالى : (فَإِمَّا تَرَيِنَّ (٣) مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً) [مريم : ٢٦] ، حذفت النون عنه علامة (٤) للجزم ، وكسرت ياء التأنيث حتى يطّرد بجميع نونات التأكيد كما في : «اخشينّ» (٥) وسيجيء تمامه في باب اللفيف.
______________________________________________________
(١) فإن الواحدة أصله ترميين على وزن تفعلين فأسكنت الياء ثم حذفت لاجتماع الساكنين فصار ترمين على وزن تفعين بحذف اللام والجمع باق على الأصل. اه ح.
(٢) قوله : (في الشرط) صلة أدخلت ، وقوله : كما في ... إلخ ، خبر مبتدأ محذوف مع الفاء الجزائية أي : فهو كما في ... إلخ ، وجزاء الشرط هذا فقوله : حذفت النون ، تفصيل لما في التنزيل تأمل. اه ملا محتشم.
(٣) أي : على الكلمة التي أدخلت حرف الشرط الجازم عليها ، فلا يرد ما قيل : إن العبارة ظاهرا لا يستقيم ؛ لأن النون الثقيلة لا تدخل على الشرط كما لا يخفى. اه ملا محتشم.
قوله : (ترينّ) أصله ترأيين قلبت الياء الأولى بالألف لتحركها وانفتاح ما قبلها فالتقى الساكنان الألف والياء فحذفت الألف فصار ترأين ، ثم نقلت حركة الهمزة إلى الراء فالتقى ساكنان الهمزة والياء ، فحذفت الهمزة فصار ترين ، ثم أدخلت عليه حرف الشرط وهو كلمة ، إمّا فسقط النون الإعرابي فصار إمّا تري ، فلما دخلت عليه نون التأكيد كسرت الياء لأجل نون التأكيد ، أي : لأجل أنه التقى ساكنان أحدهما ياء الضمير ، والثّاني النون المدغم ، ولا يجوز حذف واحد منهما فحركت الياء بالكسر كما أشار إليه بقوله : وكسرت ياء ... إلخ. اه حنفية.
(٤) قوله : (علامة للجزم) وهو كلمة إمّا ، وقد أخطأ من قال : حذفت النون الإعرابي لأجل نون التأكيد لا لأجل إمّا ، لأنه لا يلحق بالفعل قبل دخول إمّا لما تقدم في أول البحث من أن نون التأكيد لا يلحق إلا بما فيه معنى الطلب أو شبهه وهذا الفعل قبل دخول إما لا يوجد فيه معنى الطلب أو شبهه ، فكيف يكون حذف نون الإعراب لأجل نون التأكيد. اه مولوي بر سعدية شرح زنجاني رحمة الله تعالى على مؤلفهما.
إلا أن النون فيه حذفت للوقف لأنه أمر الواحدة المخاطبة وفي مثل إما ترين حذفت للجزم بحرف الشرط ، ثم أصل اخشين اخشيي على وزن اسمعي قلبت الياء الأولى ألفا ؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها ، ثم حذفت لالتقاء الساكنين ، فصار اخشي بفتح الشين وسكون الياء ، ولما لحقه نون التأكيد كسرت الياء فصار اخشين على وزن افعين. اه مولوي بزيادة.
(٥) قوله : (كما في ... إلخ) لعل المصنف أراد بهذا التشبيه في كسرة ياء التأنيث ما قبل نون التأكيد مع إفادة ردّ ما قيل إيرادا على قول المصنف حتى يطرد بجميع نونات التأكيد بأنه غير مستقيم ـ