فلا يقال (١) : ضربت وزيد ، بل يقال : ضربت أنت وزيد ، بخلاف : «ضربتا» (٢) لأن حركة التاء فيه في حكم السكون ، ومن ثمّ تسقط الألف في مثل رمتا ، لكون التحريك عارضا فيه (٣) ، إلا في لغة رديئة (٤) يقول أهلها : رماتا ، وبخلاف مثل :
______________________________________________________
واعلم أن المعطوف عليه في قولنا : ضربت أنت وزيد إنما هو المتصل لا المنفصل ، وإنما قيد بذلك دون العكس ؛ لأن العطف للاشتراك في الحكم ، والحكم إنما تعلق بالمتصل ؛ لأنه هو المسند إليه لا بالمنفصل لأنه إنما يجيء به لمحض التأكيد ، والمقصود بالذكر إنما هو المؤكّد لا المؤكّد فيلزم حينئذ عطف الكل على الجزء ، والجواب أن ذلك المتصل إذ أكد أولا بمنفصل يظهر بذلك أن ذلك المتصل منفصل من حيث الحقيقة بدليل جواز إفراده مما اتصل به بتأكيده ، فيحصل له نوع استقلال. اه حنفية وملا غلام رباني.
(١) قوله : (فلا يقال ... إلخ) يعني : كما لا يجوز العطف على بعض حروف الكلمة كذلك لا يجوز على ما هو بمنزلتها من غير تأكيد بمنفصل ؛ لأنه لو أكد به يظهر بذلك أن ذلك المتصل منفصل من حيث الحقيقة بدليل جواز إفراده مما اتصل به بتأكيده فيحصل له نوع استقلال ، ولا يظن أن يكون هذا العطف على هذا التأكيد ؛ لأن المعطوف في حكم المعطوف عليه ، فكان يلزم أن يكون هذا المعطوف أيضا تأكيدا للمتصل وهو مجاز ، كذا حققه الرضي فظهر بطلان ما قال الشارحون من أنه لو عطف عليه بلا تأكيد يلزم عطف الاسم على الفعل ، وهو غير جائز. اه ابن سليمان.
(٢) قوله : (بخلاف ... إلخ) جواب سؤال مقدر وهو أن يقال : ما ذكرتم أن توالي أربع حركات لا يوجد فيما هو كالكلمة الواحدة منقوض بضربتا وضربك ، وهدبد وعلبط حيث اجتمع فيه الحركات الأربع مع أنه جوز ذلك. فأجاب : لأن ... إلخ. اه حنفية بزيادة.
(٣) قوله : (عارضا فيه) لأن هذه التاء هي تاء رمت ، وقد عرفت أنها ساكنة فإذا اتصل به ضمير التثنية وهي الألف الساكنة حركت تلك التاء لأجل تلك الألف ؛ لأن إلحاق الساكن بالساكن محال فتكون حركتها عارضة والعارض كالمعدوم فلذلك جعلت التاء في حكم السكون فالتقى الساكنان ، أحدهما ساكنة حقيقية وهو الألف التي هي لام الكلمة والثّاني حكما وهو تاء التأنيث فسقطت الألف فصار رمتا.
فإن قلت : فعلى هذا يلزم التقاء الساكنين أيضا وهما التاء وألف الضمير؟.
قلت : حركة التاء له اعتباران اعتبار عدمها حكما واعتبار وجودها لفظا ، فاعتبر عدمها مع ما قبلها لعدم الاحتياج إليها ؛ إذ يجوز حذف ما قبلها واعتبر وجودها مع ما بعدها للاحتياج إليها لامتناع حذف أحدهما ؛ إذ التاء علامة ، والألف فاعل. اه فلاح.
(٤) قوله : (إلا في لغة ... إلخ) هذا استثناء متصل مفرغ من قوله : يسقط الألف في رمتا ، أي :
يسقط الألف لأجل أن حركة التاء في حكم السكون في جميع اللغات ، إلّا في لغة رديئة ، فإن أهل تلك اللغة الرديئة يقول : رماتا بإثبات الألف فإنهم يعتبرون حركة التاء أصلية فليس