«مسلمات» (١) وإن لم يكونا من جنس واحد (٢) لثقل الفعل ، بخلاف حبليات (٣) ، لعدم الجنسية.
وسوّي (٤) بين تثنيتي المخاطب والمخاطبة ، وبين الإخبارات لقلّة (٥) الاستعمال (٦)
______________________________________________________
وتثنية ، أعني ضربت وضربتا ، فإذا ثبتت التاء في الواحد والتثنية فكأنها كانت موجودة ثم حذفت. اه ح.
(١) قوله : (كما في مسلمات) أصله مسلمتات ؛ لأن مفرده مسلمة فجمعت بالألف والتاء فاجتمعت علامتان من جنس واحد وهما التاءان ، فحذفت الأولى ؛ لأن الثّانية علامة الجمع أيضا. اه فلاح.
(٢) قوله : (وإن لم ... إلخ) واصل بما قبله من قوله : حذفت الياء ... إلخ. وهذا الدفع يوهم أن التاء حذفت في مسلمات لاجتماع علامتي التأنيث من جنس واحد ، وليس كذلك في ضربن فينبغي أن لا تحذف التاء في ضربتن وإن لم تكن العلامتان من جنس واحد لأجل أن الفعل ثقيل ، والثقيل أولى بأن يحترز فيه على اجتماع التأنيثين ، سواء كانتا من جنس واحد أو لم تكونا ؛ لأن التأنيث أثقل من التذكير ؛ لأن التأنيث لا يخلو عن الزيادة ، وإنما كان الفعل ثقيلا لدلالته على الحدث والزمان ، والنسبة إلى الفاعل بخلاف الاسم ، ولأن الفعل يلحقه ضمير بارز. اه حنفية.
(٣) قوله : (بخلاف حبليات) لعله دفع لما عسى أن يتوهم ما السر في أن التاء واحدة في مسلمتات حذفت ولم تحذف الياء المنقلبة من الألف من حبليات ، إذ أصله حبلى مع أن كلا منهما علامة لتأنيث مفردها وجمع أيضا. بأنه بخلاف ... إلخ ، وحاصل ذلك ظاهر. اه لمحرره.
(٤) قوله : (وسوّي بين ... إلخ) جواب لمن يسأل أن الأصل في الصيغ كلها الامتياز دفعا للالتباس لا سيما بين المذكر والمؤنث ، فما المجوز في تسوية بين تثنيتي المخاطب والمخاطبة بما ترى ، ثم معنى قوله : وسوّي ... أوقع التسوية بينهن على أن الفعل مسند إلى ضمير المصدر كما في قولهم : قد حيل بين العير والنزوان ، أي : وقع الحيلولة بينهما. اه تحرير.
(٥) قوله : (لقلة الاستعمال) ولقائل أن يقول : لا نسلم قلة استعمال التثنية ؛ لأن الخطاب في المحاورات كما يكون للواحد والجمع كذلك يكون للاثنين ، فلا يثبت التفاوت بينهن في القلة والكثرة ، وذلك إنما يكون مستقيما إذا ثبت أن الخطاب في المحاورات للاثنين قليل وللواحد والجمع كثير ، وهو أمر مشكل.
وأما ما ذكر في كتب النحو من كثرة التثنية فبمعنى آخر وهو أن التثنية غير مختصة بعلم الذكور وبصفتها ، بخلاف جمع المذكر السالم. والحق أن يقال : إن كل ما ذكر من المناسبات في كتب هذا الفن كانت بعد الوقوع. تأمل. اه ملا غلام رباني.
(٦) قوله : (لقلة الاستعمال) لأنها في حيز السقوط فإنه لو زيد عليه واحد ينقل إلى الجمع ،