و «الكرنتينة» هذه ـ وقاك الله شرها ـ! عدّة أكواخ من الحصر أقيمت فوق أرض رطبة يلاقي نزلاؤه الأمرين فيها لا من حيث رطوبتها فحسب ، بل لما يقدم لهم من صنوف الطعام الرديء والماء العكر ... وكثيرا ما يقضي المسافرون نحبهم فيها من جرّاء ذلك إن لم يخترمهم الطاعون نفسه بعدواه!
ومن الغريب أن تكون هذه الإجراءات القاسية لا مبرّر لها البتة فقد مضت سنوات عديد. ولم تظهر إصابة في الطاعون في إيران.
ويعتقد أهالي لبصرة أن المحجر هذا لم ينشأ إلّا لإيجاد مصدر يدرّ المال الوفير على الموظفين الترك (١) في هذه المنطقة وأنه لم يكن ـ على أي حال ـ من باب رعاية السلطان العثماني لرعاياه أو رأفته بهم. إذ إنهم بوقاحة وبغير خجل يسطون على جيوب المسافرين فيتركونها صفرا ويتركونهم خالي
__________________
(١) تقصد المؤلفة بالترك رجال العهد العثماني البائد في زمن رحلتها.