جميعها مملوءة ماء ، وحولها الغربان تتطاير دون أن تعير السائرين أدنى اهتمام؟!
وبعد ثلاث ساعات متواصلة من السير بدت لنا عن كثب عدّة منائر بيض وبعد قليل بلغنا أول حي من أحياء مدينة الحلة وواجهنا جسر عائم صغير أنشئ هو أيضا من القوارب إلّا أنه كان يتميّز بقلّة حركة المرور عليه بالنسبة لجسر بغداد ، وبعد أن عبرناه دخلنا المدينة. وما كدنا نصل أول ميدان من ميادينها حى رأينا مرافقينا من رجال الأمن الذين كانوا قد سبقونا في الذهاب إلى المدينة لتهيئة محل إقامتنا فيها في انتظارنا. ولقد أخذونا إلى دار خالية لأحد متمولي هذه المدينة وكان قد ذهب إلى الحج؟!
الحلة إحدى المدن التابعة لحكومة بغداد وقيل لي إنها اجتاحها في سنة ١٨٣٢ وباء الطاعون وذهب ضحيته عدد كبير من أهاليها. إلّا أنها يسكنها اليوم خمسة عشر ألف نسمة تقريبا ، وهم خليط من العرب والكلدانيين وصناع اليهود