٢٩ ديسمبر :
نحن الآن في بغداد ، الشمس على وشك المغيب إلّا أن أشعتها الذهبية ما زالت من خلال السحب المتناثرة تضيء جوانب أفق المدينة ولا سيما أعالي النخل الخضر؟! ولقد تكوّن من ذلك منظر رائع جميل يأخذ بمجامع القلوب.
وأوحى إليّ هذا المنظر الجذاب هذه الفكرة وهي أن مدينة بابل في عصرها الذهبي المزدهر عند ما كانت فيها تلك العمارات السامقة والحدائق المعلقة والقصور العجيبة الغريبة والأسوار الطويلة المحكمة والأبواب الضخمة الكبيرة ، أقول إن مدينة بابل في عصرها ذاك ، أي جلال كان لها وأية أبهة لها وأي تأثير عميق في نفس زائرها أول مرة.
ومن المؤسف حقّا أن تنقلب عاصمة بختنصر العظيمة إلى كثبان وتلال من التراب .. ولا أدري ماذا يكون مصير هذه المدينة (بغداد) عاصمة الخلفاء