اليأس مما في أيدي الناس :
هناك مجموعة آثار تترتّب على هذه المسألة الأخلاقية وهي « اليأس مما في أيدي الناس » أو بتعبير آخر « قطع الطمع عمّا في أيدي الناس » ومن جملة هذه الآثار باختصار :
أولاً : العزّة : روي عن الصادق عليهالسلام قال : اليأس مما في أيدي الناس عز للمؤمن في دينه والطمع هو الفقر الحاضر (١) .
وروي عن الباقر عليهالسلام قال : اظهر اليأس مما في ايدي الناس فان ذلك هو الغنىٰ (٢) .
قصة : عن أبي عبد الله عليهالسلام قال اشتدت حال رجل من أصحاب النبي فقالت له امرأته لو أتيت رسول الله صلىاللهعليهوآله فسألته ، فجاء إلى النبي فلما رآه النبي قال : من سألنا اعطيناه ومن استغنىٰ اغناه الله ، فقال الرجل ما يعني غيري فرجع إلى امرأته فأخبرها ، فقالت ان رسول الله بشر فاعلمه ، فأتاه فلما رآه الرسول صلىاللهعليهوآله قال من سألنا اعطيناه ومن استغنى أغناه الله ، حتى فعل الرجل ما ذكرته ثلاثاً ، ثم ذهب الرجل فاستعار معولاً ثم أتى الجبل فصعده فقطع حطباً ثم جاء به فباعه بنصف مد من دقيق فرجع فأكلوه ثم ذهب من الغد فصعده فجاء بأكثر من ذلك فباعه ، فلم يزل يعمل ويجمع حتى اشترى معولاً ، ثم جمع حتى اشترى بكرين وغلاماً ، ثم اثرىٰ حتى أيسر فجاء النبي صلىاللهعليهوآله فأعلمه كيف جاء يسأله وكيف سمع النبي ، فقال صلىاللهعليهوآله قد قلتُ لك من سألنا اعطيناه ومن استغنى أغناه الله (٣) .
______________________
(١ و ٢) مشكاة الأنوار ( للطبرسي ) : ١٨٤ ـ ١٨٥ .
(٣) مشكاة الأنوار ( للطبرس ) : ١٨٤ .