ويقول الامام علي بن الحسين زين العابدين عليهالسلام في دعاءه : « اَللّٰهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، الْكَهْفِ الْحَصينِ ، وَغِيٰاثِ الْمُضْطَرِّ الْمُسْتَكينِ ، وَمَلْجَأِ الْهٰارِبينَ ، وَعِصْمَةِ الْمُعْتَصِمينَ » (١) .
إخلاص العبودية لله عزّ وجل من أهمّ الأسباب التي جعلت لهم الجاه الوجيه عند الله عزّ وجل :
ولبيان هذه النقطة ينقل بعض أهل الفن « العبودية جوهرة كنهها الربوبية » وعبادة الامام موس بن جعفر كان يضرب فيها المثل وإنّه معروف حليف السجدة الطويلة والدموع الغزيرة ، ولم يحدثنا التاريخ عن مسجون ـ غير الامام موسى بن جعفر ـ كان يشكر الله تعالى على ما أتاح من نعمة التفرّغ للعبادة بين جدران السجن .
قال ابن الصباغ المالكي : إنّ شخصاً من بعض العيون التي كانت عليه في السجن ، رفع إلى عيسى بن جعفر أنه سمعه يقول في دعاءه « اللهمّ إنّك تعلم أنّي كنت اسألك أن تفرغني لعبادتك وقد فعلت فلك الحمد » (٢) .
وروى أصحابنا أنّه دخل مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله فسجد سجدة في أول الليل ، وسمع وهو يقول في سجوده « عظم الذنب من عبدك ، فليحسن العفو من عندك ، يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة » فجعل يرددها حتى أصبح (٣) .
وكان عليهالسلام يصلي نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح ثم يعقّب حتى تطلع الشمس وخرّ لله ساجداً فلا يرفع رأسه من الدعاء والتحميد حتى يقرب زوال الشمس
______________________
(١) مفاتيح الجنان ، في أدعية الزوال من كل يوم في شهر شعبان .
(٢) الفصول المهمة : ٢٢٢ .
(٣) تاريخ بغداد ١٣ : ٢٧ .