خبر الوفاة :
يروى أنّ النبي صلىاللهعليهوآله خطب بالمسلمين أيام مرضه الذي توفّي فيه فقال أيّها الناس أيّ نبي كنتم لكم ؟ قالوا : كنت لنا خير نبيّ ، هذه أموالنا وأملاكنا بين يديك فأكّد عليهم النبي هذه الآية : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) ثم نزل من منبره ، وعاد إلى منزله وثقلت حالته ، وكان أمير المؤمنين عليهالسلام ملازماً له ، وفاطمة عند فراشه فمنعوا الناس من الدخول عليه تقول فاطمة عليهاالسلام بينما نحن حول أبي وقد أُغمي عليه من شدّة المرض وإذا بالباب تطرق ، وقد انتبه النبي من غشيته فقال بنيّة فاطمة أتعرفين من الطارق ؟ قالت لا يا أبه ، قال بنيّة هذا هادم اللذات ، هذا مفرّق الجماعات ، ما استأذن على أحد قبلي ولن يستأذن على أحد بعدي ، فأذني له بالدخول ، فأذنت له فدخل وهو يقول السلام عليك يا رسول الله إنّ العلي الأعلى يقرؤك السلام ويخيّرك بين لقاءه وبين البقاء في الدنيا ، فقال له : يا ملك الموت امهلني حتى يهبط عليّ حبيبي جبرئيل ، فعرج ملك الموت نحو السماء فلقيه جبرئيل قال له : يا ملك الموت أقبضت روح محمد ؟ قال لا يا جبرئيل استمهلني لقدومك ، فقال جبرئيل ، يا ملك الموت أما ترى الجنان قد تزيّنت لروح محمد ؟ أما ترى الملائكة قد تهيأت لاستقبال محمد ؟ ثم هبط جبرئيل ـ على رسول الله ـ وهو يقول يا رسول الله أنّ العليّ الأعلى يقرؤك السلام ويقول لك : ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ ) ، فقال له الرسول : حبيبي جبرئيل لا تفارقني حتى يأتي أمر ربّي ، وكان جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله ورأسه في حجر أمير المؤمنين ، وملك الموت قابض لروحه المقدسة إلى أن فاضت روحه الطاهرة ، ويد عليٍّ تحت حنكه الشريف فمسح بها علي وجهه ، وقام هل الناس ، فتح الباب وهو يبكي ويقول : أيّها الناس عظّم الله اجوركم بنبيّكم فلقد قبضه الله إليه ، فضجّ الناس بالبكاء والنحيب ، وصرخت فاطمة وا أبتاه وا محمداه ... أبه من لابنتك الوالهة الثكلىٰ .