ويقول دعبل الخزاعي دفع الرضا عليهالسلام لي قميصاً من خز وقال له : احتفظ بهذا القميص ، فقد صليت فيه ألف ليلة ، كل ليلة ألف ركعة وختمت القرآن فيه ألف ختمة (١) . وحدّث عبد السلام بن صالح الهروي : قال : لما خرج علي بن موسى الرضا عليهالسلام إلى المأمون ... دخل دار حميد بن قحطبة الطائي ... ثم استقبل القبلة فصلّى ركعات ودعا بدعوات ، فلما فرغ ، سجد سجدة طال مكثه فيها فاحصيت له فيها خمسمائة تسبيحة ثم انصرف (٢) . وكان عليهالسلام يختم القرآن في كل ثلاث أيام مرّة وكان يقول لو أردت أن أختمه في أقل من ثلاث لختمته ولكنّي أُحبّ أن أتدبّر في الآية .
أقول : هذه العبادة فرع معرفتهم لله سبحانه وحبّهم له وخشيتهم منه ... إذن حكى إمامنا الرضا عليهالسلام في عبادته عبادة أجداده الطاهرين .
الأسباب التي أوجبت اقدام المأمون على الفتك بالإمام الرضا عليهالسلام :
ذكر الشيخ المفيد قدسسره من الأسباب التي أوجبت اقدام المأمون على الفتك بأبي الحسن عليهالسلام ان الامام عليهالسلام لم يزل يكثر وعظ المأمون إذا خلا به ، ويعرفه جرأته على انتهاك المحرمات وإقترافه الآثام وتعديه الحدود الشرعية ، ولقد رآه يتوضأ للصلاة والغلام يصبّ الماء على يديه فقال لهم الامام عليهالسلام لا تشرك بعبادة ربّك ، فصرف المأمون الغلام وتولّى الوضوء بنفسه وهو مغضب .
ومن جانب آخر كان الامام عليهالسلام يبين انحراف الحسن بن سهل والفضل بن سهل ، وذكر مساويهما ونهى المأمون عن الإصغاء إلى قولهما ، إضافة إلى عدم
______________________
(١) وسائل الشيعة ، كتاب الصلاة .
(٢) عيون اخبار الرضا ٢ / ١٣ .