ج ـ العمل للسلطان الجائر : روى الحسن بن الحسين الأنباري عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال كتبت إليه أربع عشرة سنة استأذنه في عمل السلطان ، فلما كان في آخر كتاب كتبته إليه اذكر أني أخاف على خيط عنقي ، وان السلطان يقول لي انك رافضي ، ولسنا نشك في أنك تركت العمل للسلطان للرفض ، فكتب إلى أبو الحسن عليهالسلام فهمت كتابك وما ذكرت من الخوف على نفسك ، فان كنت تعلم أنك إذا وليت عملت في عملك بما أمر به رسول الله صلىاللهعليهوآله ثم تصير أعوانك وكتابك أهل ملتك ، وإذا صار إليك شيء واسيت به فقراء المؤمنين حتى تكون واحداً منهم كان ذا بذا وإلّا فلا (١) .
٣ ـ علم الحديث :
أ ـ سئل الرضا عليهالسلام عن قول النبي صلىاللهعليهوآله : « أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم » وعن قوله : « دعوا لي أصحابي » فقال عليهالسلام : هذا صحيح يريد من لم يغيّر بعده ، ولم يبدل ، قيل : وكيف يعلم أنهم قد غيّروا أو بدلوا ؟ قال : لما يرونه من أنه صلىاللهعليهوآله قال ليذادن برجال من أصحابي يوم القيامة عن حوضي ، كما تذاد غرايب الابل عن الماء ، فأقول : يا رب أصحابي ، أصحابي ! فيقال لي : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : بعداً لهم وسحقاً أفترى هذا لمن لم يغير ولم يبدّل .
أقول : ليست الصحبة عاصمة عن الخطأ ، ففي الصحابة سمرة بن جندب ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة وغيرهم من رؤوس النفاق والضلال .
______________________
(١) الوسائل ١٢ / ١٤٥ عن فروع الكافي ١ / ٣٥٩ .