قرب من سرّ من رأى ، ونزل في المحمديّة ثلاثة فراسخ من قصور الخليفة ، فدخل القصر وجلس على الفرش (١) .
وأضاف ابن كثير لثلاث بقين من رجب خلع الخليفة المعتز بالله ... وكان سبب خامه أن الجند اجتمعوا فطلبوا منه أرزاقهم فلم يكن عنده ما يعطيهم ، فسأل من أُمّه أن تقرضه مالاً يدفعه إليهم ، فلم تعطه ، فاجتمع الأتراك على خلعه ، وخلع نفسه بعد الضرب والإهانة ولمّا خلع نفسه قتلوه بشر قتلة فهلك لعنه الله .
ما صنعه المعتز مع إمامنا العسكري عليهالسلام :
١ ـ الإمام يسجن عند أشرّ خلق الله :
روى الشيخ الكليني قدسسره عن علي بن عبد الغفار ، قال دخل العباسيون على صالح بن وصيف ودخل صالح بن علي وغيره من المنحرفين عن هذه الناحية ، على صالح بن وصيف عندما حبس أبا محمد عليهالسلام ، فقال لهم صالح : وما أصنع ؟ قد وكلّت به رجلين من أشرّ من قدرت عليه ، فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام إلى أمر عظيم ، فقلت لهما : ما تقولان فيه ؟ فقالا : ما نقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كلّه لا يتكلّم ولا يتشاغل ، وإذا نظرنا إليه ارتعدت فرائصنا ويداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا فلما سمعوا ذلك انصرفوا خائبين ؟
٢ ـ الإمام يسجن عند علي بن اوتامش :
روى المفيد قدسسره عن محمد به إسماعيل العلوي ، قال حبس أبو محمد عليهالسلام عند علي بن اوتامش وكان شديد العداوة لآل محمد عليهمالسلام غليظاً على آل أبي طالب ،
______________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٥٠٢ .