وقيل له إفعل به وافعل ، قال : فما قام إلّا يوماً حتى وضع خدّيه له ، وكان لا يرفع بصره إليه إجلالاً له وإعظاماً ، وخرج من عنده وهو أحسن الناس بصيرة وأحسنهم فيه قولاً (١) .
٣ ـ عزم المعتز على قتل الإمام عليهالسلام :
وذلك أن أمر سعيداً الحاجب أن يأخذ الامام عليهالسلام على طريق الكوفة ويقتله هناك ولكنّ الإمام عليهالسلام قد شكاه إلى الله ودعا عليه فقتل على أثر دعائه في اليوم الثالث .
ثانياً : المهتدي بالله :
هو أبو عبد الله محمد بن الواثق بن المعتصم بن هارون الرشيد الملقب بالمهتدي ، قال ابن كثير كانت بيعته يوم الأربعاء لليلة بقيت من رجب من هذه السنة عام ( ٢٥٥ هـ ) بعد خلع المعتز نفسه بين يديه وإشهاده عليه بأنه عاجز عن القيام بها ، وكان متزهداً لا زاهداً ، وقد سجن الإمام الحسن العسكري في سجونه ، روى الشيخ الطوسي عن سعد عن أبي هاشم قال : كنت محبوساً مع أبي محمد عليهالسلام في حبس المهتدي ، ابن الواثق فقال : يا أبا هاشم ! إنّ هذا الطاغي أراد أن يتعبث بالله في هذه الليلة ، وقد بتر الله عمره ، وجعله للقائم من بعده ـ ولم يكن لي ولد ـ وسأرزق ولداً . قال أبو هاشم : فلما أصبحنا شغب الأتراك على المهتدي فقتلوه ، وولي المعتمد مكانه وسلّمنا الله (٢) .
وكان إمامنا الحسن العسكري عليهالسلام قد أخبر بموته قبل ستة أيام من قتله يدل على ذلك ما رواه الكليني قدسسره عن محمد بن الحسن بن شمون ، قال : حدثني
______________________
(١) الإرشاد : ٣٤٢ .
(٢) الغيبة : ١٣٤ .