أحمد بن محمد ، قال كتبت إلى أبي محمد عليهالسلام حين أخذ المهتدي في قتل الموالي : يا سيدي الحمد لله الذي شغله عنّا ، فقد بلغني أنّه يتهدّدك ويقول : والله لأجلينّهم عن جديد الأرض فوقع أبو محمد عليهالسلام بخطه ذاك أقصر لعمره ، عدّ من يومك هذا خمسة أيام ويقتل في اليوم السادس بعد هوان واستخفاف يمرّ به ، فكان كما قال (١) .
ثالثاً : المعتمد العباسي :
وهو أحمد بن جعفر بن المتوكل ، بويع له بالخلافة في اليوم الذي قتل فيه المهتدي وكان عمره حين ولي الخلافة خمساً وعشرين سنة .
كانت للمعتمد العباسي مواقف كثيرة ، سع اخلالها إلى تصفية الامام العسكري عليهالسلام : قال ابن شهر آشوب : وروي أنّه سلّم إلى يحيى بن قتيبة ، وكان يضيّق عليه فقالت له امرأته إتق الله فإنّي أخاف عليك منه ، قال : والله لأرمينّه بين السباع ، ثم استأذن في ذلك ، فأذن له ، فرمى به إليها ولم يشكّوا في أكلها إياه ، فنظروا إلى الموضع ، فوجوده قائماً يصلّي ، فأمر بإخراجه إلى داره ! وفي حديث آخر أن يحيى بن قتيبة الأشعري أتاه بعد ثلاث مع الأستاذ فوجداه يصلّي ، والأسود حوله ، فدخل الاستاذ الغيل ( موضع الأسد ) فمزقوه وأكلوه وانصرف يحيى في قومه إلى المعتمد ، فدخل المعتمد على العسكري وتضرع إليه ، وسأل ان يدعو له بالبقاء عشرين سنة في الخلافة ، فقال عليهالسلام مد الله في عمرك فأجيب وتوفي بعد عشرين سنة (٢) .
______________________
(١) الكافي ١ : ٥١٠ .
(٢) نفس المصدر السابق .