وبهذه المفاهيم يبيّن الامام السجاد عليهالسلام فكرة الامامة ويضعها في موقعها الصحيح في حركة المجتمع الانساني .
٤ ـ ضرورة طاعة الإمام من أهل البيت عليهمالسلام ، إنّ عدم تولّي الامام للسلطة بسبب الطغاة لا يعفي الأُمة من مسؤولية طاعة الامام ، علماً إنّ طاعة الامام تستدعي عصيان الحاكم الجائر يدل على ذلك ما روي عن الامام زين العابدين عليهالسلام : « كان عليهالسلام واقفاً بعرفات ومعه الزهري فقال له : كم تقدر ههنا من الناس ، قال الزهري أقدر أربعة آلاف كلهم حجاج قصدوا الله بأموالهم ويدعونه بضجيج أصواتهم فقال عليهالسلام : يا زهري ما أكثر الضجيج فقال الزهري أهولاء قليل ؟ قال عليهالسلام يا زهري ما الحجيج من هؤلاء إلّا النفر اليسير من ذلك الجمع الغفير ثم قال : إنّ من والىٰ موالينا وهجر معادينا ووطن نفسه على طاعتنا ثم حضر الموقف مسلماً إلى الحجر الأسود ما قلّده الله من أمانتنا ووفانا بما ألزمه من عهودنا فذلك هو الحاج » (١) .
ثانياً : تكوين القاعدة الجماهيرية ، إنّ من أهم المسؤوليات التي مارسها الامام هي مسؤولية بناء القاعدة الجماهيرية المؤيّدة للإمام لكن ليست كالقادة السياسين الذي يسعون وراء الحصول على المريدين ، وانما من باب ان الامام يمثّل الولاية الشرعية الحقّة فمولاته والانقياد له إنما هو امتثال للتكليف الشرعي بوجوب الكفر بالطاغوت وطاعة أُولي الأمر الذين نصبهم الله أدلاء على طريقه . ورغم العوائق التي كانت تكتنف الامام زين العابدين عليهالسلام خصوصاً تحسّس السلطة من خلال قتلهم الحسين عليهالسلام وخوفهم من أن يقوم الامام عليهالسلام بثورة للأخذ بثأر أبيه الحسين عليهالسلام لكن نستطيع أن نقول أنّ الامام عليهالسلام نجح في تكوين قاعدة له كما
______________________
(١) بحار ٤٦ : ١٧٤ .