نلمس ذلك بوضوح من خلال هذا النص ، قال سعيد بن المسيّب : « إن القرّاء كان لا يخرجون إلى مكة حتى يخرج علي بن الحسين فخرج وخرجنا معه ألف راكب » (١) .
أما أهم الطرق والأساليب مارسها الامام السجاد عليهالسلام لبناء القاعدة الجماهيرية هي :
الأُسلوب الأول : كثرة عتق العبيد : كان الامام السجاد عليهالسلام كثير الشراء للموالي وكان يعتق كل عبد دار عليه الحول في ملكه ، وكان في آخر ليلة من شهر رمضان يجمع العبيد ثم يعتقهم جميعاً وبمرور السنوات شكل هؤلاء طبقة خاصة من المؤيدين لأهل البيت ، وكشاهد على ذلك : « كان عليهالسلام يوماً خارجاً فلقيه رجل فَسبَّهُ فثارت إليه العبيد والموالي فقال لهم علي : مهلاً كفوا » (٢) .
الأُسلوب الثاني : الإنفاق على الفقراء والمساكين : وكان يتصدق بلباسه من الخز فيقال له : لو بعته وتصدقت بثمنه فكان يقول إني لا أبيع ثوباً صلّيت فيه ، وكان يعول حدود مائة بيت في المدينة ، وكان يطعم في شهر رمضان الصائمين وذلك كان يذبح في كل يوم شاة أو غيرها ثم ، يأمر بطبخها فإذا صار الغروب أشرف على توزيعه إلى الفقراء والمساكين ثم يفطر هو على شيء من التمر والخبز .
إنّ الإنفاق والتصدّق والإطعام من شأنه ان يكسب قلوب الفقراء والناس « جُبلت القلوب على حب من أحسن إليها » .
الأُسلوب الثالث : كثرة السفر إلى مكة المكرمة وبصحبة حجاج لم يعرفوا
______________________
(١) رجال الكشي : ١١٧ .
(٢) بحار ٤٦ : ٩٩ .