قائمة الکتاب
إلى قم
١٥
إعدادات
ذلك الشيخ الوقور
بسبب الظروف السياسيّة والاجتماعيّة السائدة في بغداد.
ومن هنا فقد عاصر الكليني حقبة زمنيّة بالغة الحساسيّة كانت فيها الطائفة الشيعيّة بأمس الحاجة إلى ما يحصّنها ضدّ التيارات الفكريّة والاستلاب ، سيّما تيار القرامطة الذين بدأوا يتشكّلون سياسيّاً ويتحرّكون عسكريّاً في ثورات متتابعة.
لهذا شدّ الكليني الرحال إلى مدينة قم التي كانت آنذاك احدى الحواضر العلميّة التي تزخر بالنشاط والحركة والحياة الفكريّة.
وتعدّ مدينة قم في تلك الفترة مدينة المحدّثين والرواة الشيعة وقد كانوا بالعشرات يملأون المساجد ، حيث تنعقد بهم حلقات الدراسة والمعرفة وعلم الحديث وكانت تمتاز بوجود رواة ومحدّثين يروون على نحو مباشر ومن دون واسطة عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام.
وفي مدينة قم انتظم الكليني في حلقات علم الحديث حيث تتلمذ على أيدي أبرز أساتذته وفي طليعتهم أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري وأحمد بن إدريس القمّي المعروف