طريق واحد إلى صاحب الأصل بل كان من المناسب الاقتصار على طريق واحد إلى صاحب الأصل بلا حاجة إلى ذكر طريق ثان ، لان التبرك يتأتى بذكر طريق واحد ، والحال اننا نجد ان الشيخ الطوسي مثلا يذكر إلى بعض الاصول أكثر من طريق واحد.
بل يمكن ان نقول أكثر من هذا : انه بناء على فكرة التبرك لا حاجة إلى تسجيل الطرق في كراس وتسميته بالمشيخة وعرضه على الناس بل يكفي لحصول الغرض المذكور تسجيل الطرق في ورقة واحتفاظ الشيخ أو الصدوق بها لنفسه بل لا حاجة إلى تسجيلها في روقة ويكفي الاحتفاظ بها في القلب.
ان التبرك بايصال السند إلى الامام عليهالسلام يحصل بذلك أيضا ، ويكون تسجيلها في كتاب بعنوان المشيخة اتلافا للأوراق والحبر وتبذيرا لهما بلا مبرر.
ولاستيضاح ما نقول أكثر لاحظ حالتنا اليوم ، فلو فرض ان شخصا اراد التبرك بايصال سنده الى الإمام عليهالسلام فهل يصح له كتابة كتاب يذكر فيه طرقه إلى الشيخ اغا بزرك الطهراني أو السيد المرعشي النجفي قدسسرهما ويذكر أيضا طرق هذين إلى الشيخ الطوسي؟ ان العقلاء يضحكون عليه جزما ويقولون له احتفظ بهذه الطرق في قلبك أو ورقة لنفسك.
٥ ـ ان النجاشي تحرز من الرواية عن الضعفاء على ما ذكر في بعض مواضع كتابه (١) ، وهذا لا معنى له على تقدير تواتر الكتب المنقول عنها.
__________________
(١) لملاحظة ذلك راجع ما سجلناه سابقا عند البحث عن التوثيقات العامة.