فإنّ قانون الفكر هو التجديد ، ذلك هو قانونه من حيث هو فكر في ذاته ..
ويصبح «التجديد» مطلباً ملحّاً كلّما سيطر «التقليد» الذي هو عين «الترديد» والتكرار لما سبق قوله وساد ; إذ في هذه الحالة ينفصل الفكر عن حركة الحياة التي تمضي في حركة تغيّرها غير آبهة بعجز الفكر عن متابعتها ، فضلاً عن قيادتها وترشيد اتّجاه حركة التغيير فيها ..
يقول السيّد محمد حسين فضل الله : إذا انطلق الأشخاص أو انطلقت الجهات التي تفكّر في اتّجاه التجديد في عمليّة توعية وتعبئة فكريّة ، بشجاعة في الموقف من دون خوف من انتقاد هنا وانتقاد هناك ... وهجمة هنا وهجمة هناك ، فإنّني أتصوّر أنّها يمكن أن تحتوي الواقع الذي يمدّها بالكثير من الصدمات الآتية من الخارج .. إنّ الصدمة وحدها لا تكفي لتصنع التطوّر ، بل إنّها تعمل على أساس أن تفتح المجال لحركة التطوّر .. ولكن إذا لم يكن هناك من يواكبون الصدمة ويواكبون حركة التطوّر فإنّ الصدمة لا تترك أيّ أثر إلاّ بعض الانفعالات وبعض الأجواء السلبيّة هنا وهناك ..
يقول الشيخ مهدي محمّد شمس الدين : يبدو أنّ ضرورات التجديد في الاجتهاد تفترض التأمّل في المفهوم الشائع للاجتهاد ، الذي يرادف اليوم المعنى التقني والصناعي ، مع أنّ مهمّاته باتت أوسع بكثير ، وتقتضي فهماً جديداً يتوافق ومقتضياته الواقعيّة ..