والأخلاق والقانون .. فالتعرّف على القيم ثم توصيلها إلى الجمهور يتمّ داخل اللغة المرتكزة على الحسّ المشترك وبمساعدته .. وهذا الحسّ المشترك هو الذي يرسّخ الإحالة المرجعيّة إلى ما هو مألوف ومعتاد ، إلى الشيء نفسه ، إلى العقل السليم الذي يضمن توافق الآراء والحلول مع مبادئ العقل الأعظم أو المطلق .. وأخيراً هناك جملة التصوّرات والصياغات التعبيريّة التي تموضع الخطاب أو تحافظ عليه في منطقة معروفة تكون فيها المعقوليّة مباشرة وعفويّة ..
٣ ـ إنّ العمليّات الأساسيّة التي يقوم بها العقل المثالي المطلق من أجل «العودة إلى القواعد أو الاُصول» تكمن في تشكيل علاقات الهويّة والتناظر والتشابه والتورّط أو التضادّ ، وذلك انطلاقاً من تحديدات كونيّة وماهيّات أولى وجواهر ثابتة لا تتغيّر ولا تتبدّل ..
٤ ـ لكي يزوّد نفسه بإمكانيّات التوصّل إلى النتيجة المرغوبة ـ أي في النهاية تأسيس علم يمارس وظيفته كنظام أمان بالنسبة للإنسان ـ فإنّ العقل يرفع إلى مستوى المتعالي المعطيّات العلميّة المحسوسة بشكل صرف ، وهو يرفعها إلى مستوى التعالي عن طريق إسقاط البُنى الحُلُمية (أو المحلوم بها) للمتعالي عليها ..
يقول سالم يفوت : العقلانيّة المعاصرة تلحّ على إبراز القيم الابستمولوجيّة إبرازاً يقوم على إدراك مظاهر التجديد التي تميّز كلّ مرحلة علميّة وكلّ نظريّة علميّة ، وما تحمله من جديد .. ومادام العلم في