إسقاط الدولة الإسلاميّة العبّاسيّة والتنسيق مع اليهود في استلاب فلسطين ، المقذوف ظلماً ببيع الأوطان أخيراً ..
كلّ ذلك دون أن يمنحوا البحث العلمي السليم الفرصة المناسبة عبر الحوار الهادئ كي يقول هذا «الآخر» كلمته سواء في الخلافة والولاية والصحابة والقرآن أم في سائر موارد الخلاف والتصادم ..
إنّ «الإفلاس الفكري» المعهود قد بنى لكلّ هذه الاستهلاكات والاجترارات والمكرّرات المملّة صروحاً من الوهم والخيال ، أصرّ رجالاتها عليها رغم عقلانيّة «الآخر» النسبية في الدفع والردّ العلمي المنهجي الذي يتناسب مع حاجة العصر والمكان ، انطلاقاً من مفهوم «المعارضة» المتسالم عليه بين عقلاء العالم على أدنى تقدير ممكن في واقعنا الماضي والحاضر ، المفهوم الذي يعكس سمة حضاريّة رفيعة في طرح الآراء والأفكار بعيداً عن فضاءات التناحر والترويع والتخوين التي ما عادت تمثّل حالياً سوى عنصراً بارزاً من عناصر «الإفلاس الفكري» ..
وما الاضطراب والذهول والخوف والتوتّر الذي مُني به القوم ، المتبلور من خلال «الحملات الانفعاليّة» ، إلاّ شاهد كبير على خلوّ خزينتهم من مؤن المواجهة العلميّة العقلانيّة ، فراحوا يتشبّثون بالقديم الباطل من جديد ، مع أنّ الأحرى بهم مراجعة الثوابت والاُصول ومحاكاتها واستقراؤها ومقارنتها بشكل علمي واقعي ، سعياً إلى نتائج تخرجهم من الإفلاس المذكور وتجعلهم قادرين على محاورة «الآخر»