إذا اعتجرت قاني الشفوف فيا لها |
|
تباريح وجد في قلوب المغافر (١) |
تميل كما مال النزيف وتنثني |
|
تثني منصور الكتيبة ظافر (٢) |
لها محض ودي في الهوى وتحنني |
|
وخالص اضماري وصفو سرائري |
فيارب بغضها إلى كل عاشق |
|
سواي وقبحها إلى كل ناظر |
وبغض إليها الناس غيري كما ارى |
|
فبيحا سواها كل باد وحاضر |
فيا جنة فيها العذاب ولم أخف |
|
حلول عذاب في الجنان النواضر (٣) |
يعاقب في حسبانها غير مشرك |
|
ويحرم من نعمائها غير كافر (٤) |
__________________
١ ـ اعتجرت أي لبست المعجر وهو ثوب تلفه المرأة على رأسها والقاني الاحمر والشفوف جمع شف وهو الثوب الرقيق. والتباريح الشدائد. والمغافر جمع مغفر ، قال الاصمعي هو زرد ينسج على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة ، والمغفر الستر والمنادى في قوله فيالها محذوف أي يا قوم احضروا لها واللام للمستغاث له وفتحت لاتصالها بالضمير ، والمعنى أن هذه المرأة إذا وضعت الشفوف على رأسها حصل في قلوب المعافر التي هي على رؤوس الشجعان وجد عظيم كيف لم تكن هي الموضوعة على رأسها فقلوب المغافر اوساطها على هذا المعنى ولا يجوز ان يكون الكلام على تقدير حذف المضاف اي في قلوب اصحاب المغافر فعلى هذا يكون الكلام حقيقة على الاول والاول أجود.
٢ ـ النزيف السكران لانه ينزف عقله ، ومنه قوله تعالى « لا يصدعون عنها ولا ينزفون » اي لا يسكرون. والكتيبة الجيش.
٣ ـ النواضر جمع ناضرة وهي الحسناء الرائفة ومعنى الابيات واضح.
٤ ـ الحسبان مصدر حسبت أحسب حسبانا بضم الحاء وفتحها وحسبا وحسابة ايضا والحساب الاسم ولما استعار لهذه المرأة لفظة الجنة لما فيها من اللذة جعل حالها