ولا تحسبن البرق نارا فإنه |
|
وميض اتي من ذي الفقار بفاقر |
ولا تحسبن المزن تهمي فإنها |
|
أنامله تهمي باوطف هامر |
تعاليت عن مدح فأبلغ خاطب |
|
بمدحك بين الناس أقصر قاصر |
صفاتك أسماء وذاتك جوهر |
|
برئ المعاني من صفات الجواهر (١) |
__________________
زماجير الرجال هي الرعد الحقيقي ووميض ذي الفقار هو البرق الحقيقي وغيث السحب هو جود كفه وفيض كرمه والرعد والبرق والغيث المعهود ليس له في الوجود حقيقة فهو مطروح عن درجة الاعتبار وهذا من المبالغة في الوصف.
١ ـ قوله صفاتك اسماء أي لازمة لك كلزوم الاسم مسماه. وقوله وذاتك جوهر البيت يريد بالصفات ما ذكره في البيت الثاني وهو الاعراض والاين والمتى إذ كل جسم لا ينفك منها فهذه الصفات فيه اجل منها في غيره اما الاعراض فانه عليهالسلام لا يحزن كغيره على فوات اطماع الدنيا ولا يفرح بما اوتي منها ولا يحل به خوف عند منازلة الاقران ولا غير ذلك من اعراض الدنيا بل كل ما يعرض له فانه في ذات الله تعالى واما الاين فهو المكان فليس مكانه كمكان الغير لان مكان علي عليهالسلام اما محراب صلاة أو معركة جهاد أو سعي في سبيل الله ، واما المتى وهو الزمان فلا نسبة بين زمانه وزمان الغير وكيف وزمانه لا ينقطع الا في سبيل الله مصليا أو صائما أو قائما أو داعيا أو مجاهدا لان ما يلزم في المكان من الطاعات يلزم مثله في الزمان ففضله على غيره في هذه الصفات ظاهر هذا إذا حملنا الكلام على الحقيقة واما ان حملنا معنى البيتين على المجاز والمبالغة فتاويله تأويل قول الله عزوجل على لسان الصادق المختار صلوات الله عليه ما ترددت في شيء انا فاعله كترددي في قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت واكره مساءته والله تعالى لا يتردد ، وتاويله لو كنت ممن يتردد لترددت ، ونظير هذا كثير في كلام العرب نظما ونثرا ، واما قوله فيكبر عن تشبيهه بالعناصر فهذا واضح لانه مخلوق من نور.