أولئك إن شطت بهم غربة النوى |
|
أماني نفسي والهوى حيث يسقب (١) |
فهل تبلغنيهم على بعد دارهم |
|
نعم ببلاغ الله وجناء ذعلب (٢) |
مذكرة لا يحمل السوط ربها |
|
ولايا من الاشفاق ما يتعصب (٣) |
كأن ابن آوى موثق تحت زورها |
|
يظفرها طورا وطورا ينيب (٤) |
إذا ما احزألت في المناخ تلفتت |
|
بمرعوبتي هو جاء والقلب أرعب (٥) |
إذا انبعثت من مبرك غادرت به |
|
ذوابل صهبا لم يدنهن مشرب (٦) |
__________________
١ ـ شطت بعدت ونأت والغربة الاغتراب. والنوى النية في السفر. يثقب يدنو والاماني جمع امنية ما يتمناه الانسان.
٢ ـ الوجناء العظيمة الوجنات من النوع. والذعلب السريعة.
٣ ـ مذكره أي شديدة تشبه الذكور في خلقها وليس فيها ضعف الانوثة. قوله : لا يحمل السوط اي لا تحوج صاحبها إلى رفع السوط لانها سريعة ونشيطة. ولايا : اي بطأ واللاي الابطاء. ويتعصب يتعمم. يقول : من حدتها ونشاطها تكاد تطير فلا يملك أن يتعصب خوفا على نفسه من أن تسقطه من فوقها.
٤ ـ ابن آوى دابة صغيرة دون الكلب طويل المخالب والاظفار. والزور اللبان وهو الصدر. يقول : ليست تستقر فكأن ابن آوى يكلمها بنابه أو يخلبها بظفره. ويقال : نابه ينبيه أي اصابه بنابه. ونيب فيه أي انشب أنيابه فيه.
٥ ـ احزألت ارتفعت وتجافت عن الارض. وبمرعوبتي : أي بأذني ناقة هو جاء تنفر من كل شيء لحدتها. والهوج التسرع والطيش. والقلب أرعب : أي اكثر رعبا واضطرابا من اذنيها.
٦ ـ المبرك مكان بروكها. وانبعثت أي اقيمت منه. والذوابل جمع ذبلة وهي البعر وصهب أي شقر : أي ان البعر قد ذبل لطول العهد بالاكل والشرب. ولم يدنهن : أي لم يلينهن مشرب من دونت الثوب أدنه إذا بللته.