وقال أيضا رضياللهعنه
الأهل عم في رأيه متأمل |
|
وهل مدبر بعد الاساءة مقبل (١) |
وهل أمة مستيقظون لرشدهم |
|
فيكشف عنه النعسة المتزمل (٢) |
فقد طال هذا النوم واستخرج الكرى |
|
مساويهم لو كان ذا الميل يعدل (٣) |
وعطلت الاحكام حتى كأننا |
|
على ملة غير التي نتنحل (٤) |
كلام النبيين الهداه كلامنا |
|
وأفعال أهل الجاهلية نفعل |
__________________
١ ـ ألا أداة استفتاح وعم : من عمى البصيرة. فيقال رجل عم في امره لا يبصره ورجل اعمى في البصر. يقول : هل من يركب متن غيه ويسير على هواه ولم يكن رائده الحكمة يتأمل ويعمل لعواقب الامور حسابا؟ وهل من تمكن في قلبه حب الشر والاساءة يصيخ إلى الحق ويعيه؟
٢ ـ المتزمل النائم المتلفف بثيابه والنعسة النومة من النعاس وهو السنة من غير نوم. يقول : وهل الامة تستيقظ لامر نفسها وتهب من سكونها وغفوتها فيخلع كل رداء خموله وجبنه وتكشف ما نزل بها من الجور والظلم.
٣ ـ الكرى النوم والمساوي العيوب جمع مساءة تقول ساءه يسوءه سوءا ومساءة والميل أراد الميل عن الحق والجور والظلم. يقول : طال سكوت الناس عن المظالم واغماضهم العيون على القذى لا يحركون ساكنا ولا يطالبون بحق حتى ظهر الجور فلو أن هذا الميل والحيف يعدل ويغير بالعدل في الرعية لكان سكوتهم أكمل لهم.
٤ ـ نتنحل : من النحلة وهي الدعوى. والملة : الدين.