أناس إذا وردت بحرهم |
|
صوادي الغرائب لم تغرب (١) |
وليس التفحش من شأنهم |
|
ولا طيرة الغضب المغضب (٢) |
ولا الطعن في أعين المقبلين |
|
ولا في قفا المدبر المذنب |
نجوم الامور إذا ادلمست |
|
بظلماء ديجورها الغيهب (٣) |
وأهل القديم وأهل الحديث |
|
إذا عقدت حبوة المحتبي (٤) |
وشجو لنفسي لم أنسه |
|
بمعترك الطف فالمجتبى (٥) |
كأن خدودهم الواضحا |
|
ت بين المجر إلى المسحب |
صفائح بيض جلتها القيو |
|
ن مما تخيرن من يثرب (٦) |
أومل عدلا عسى أن أنا |
|
ل ما بين شرق إلى مغرب |
__________________
١ ـ الصوادي العطاش والغرائب الابل الغريبة وذلك أن الابل إذا وردت الماء فدخل عليها غريبة من غيرها ضربت وطردت حتى تخرج عنها.
٢ ـ التفحش الكلام القبيح الفاحش ... وطيرة الغضب : أي الخفة وسرعة الغضب يصفهم برجاحة العقل.
٣ ـ ادلمست اشتدت ظلمتها. والديجور الظلام. والغيهب الاسود.
٤ ـ أي أنهم أهل علم ومعرفة فإذا ما جلسوا أفادوا جليسهم علما بمعرفة الحوادث قديمها وحديثها. والحبوة أن يجمع الرجل رجليه فيدير عليها أزاره ويشد طرفه في ظهره ويعقد على ركبتيه انما يوصف به الرجل عند الرزانة.
٥ ـ الشجو الحزن. والطف والمجتبي موضعان.
٦ ـ الصفائح جمع صفيحة النصل العريض. والقيون جمع قين الحداد وجلتها صقلتها.