ساعة واحدة مستوية ، أي : في أربع دقائق من ساعة واحدة ، يقطع بحركته درجة واحدة ، أعني : في مقدار من الزمان يقطع فيه دقيقة واحدة من مقعّره ، وهو جزء واحد من تسعمائة جزء من ساعة واحدة مستوية يكون ما يقطعه من مقعّر (١٥٥٧١٨) وسدساً ، أعني عدد مائة وخمسة وخمسين ألفاً وسبعمائة وثمانية عشر ميلاً وسدس ميل.
وحيث أنّ من المعلوم الممتحن المختبر أنّ من حين ظهور محيط جرم الشمس من الاُفق إلى حين طلوع جرمها بتمامه مقدار ما يعدّ أحد واحد إلى ثلاثين جزء واحد من تسعمائة جزء من ساعة واحدة ، يقطع الفلك الأقصى دقيقة واحدة من مقعّره ، أعني : مائة وخمسة وخمسين ألفاً وسبعمائة وثمانية عشر ميلاً وسدس ميل ، فإذن في جزء من ثلاثين جزءاً من هذا المقدار ، أي : مقدار ما يقول أحد «واحد» بإسكان الدال يتحرّك مقعّر فلك الأقصى خمسة آلاف ومائة وستّة وتسعين ميلاً ، أي : ألفاً وسبعمائة واثنين وثلاثين فرسخاً.
فقد استبان برهان ممّا ادّعيناه ، ولم يكن يستبين إلى زمننا على هذا النصاب. الحمد لله ربّ العالمين حقّ حمده.