المقدّمة الاُولى
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة على محمّد وآله الطاهرين المعصومين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الآن إلى يوم الدّين.
قال عليه السلام : مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء. وذلك لما أنهّم أتبعوا نفوسهم الشريفة وجاهدوا في الله جهاداً عظيماً لحفظ أحكام الإسلام وشرائعه ، وأنّهم بتدريسهم وتآليفهم الأنيقة أحيوا أحكام الإسلام ، وبيّنوا حلاله وحرامه من القرآن والسنّة ، وبمواعظهم ساقوا الاُمّة إلى التقوى والفضيلة ، فجزاهم الله عن الإسلام وأهله خير جزاء المحسنين.
وممّن زهى وبرز منهم جدّى العالم العامل والعارف الكامل ، والفيلسوف الجامع ، آية الحقّ السيّد محمّد باقر الاسترآبادي ، المعروف بـ«الداماد» الذي خدم الإسلام بتآليفه القيّمة ومواعظه وإرشاداته في زمانه ، وبتدريسه الذي برز من مجلس درسه رجال أبرار ، كملّا صدرا وأمثالهما.
ونحن نقصد ـ بعون الله تعالى ـ أن ننشر آثاره القيّمة ، المخطوطة جلّها ، المهجورة بعضها ، والملتمس من موالينا وأصحاب المكتبات العامّة والخاصّة ، حيثما عثروا على أثر لم يطبع إلى الآن من المؤلّفات والرشحات العلميّة والأدبيّة للمؤلّف وسليله أن يمنّوا علينا