ينقلها المؤلف عن الخليل وكتابه العين ، لا نجدها في العين المتداول بين أيدينا ، وهي نصوص ـ على قلّتها ـ تشير الى أن المؤلف كان يرجع الى أكثر من نسخة من نسخ ذلك" العين" العظيم. أو انه كان حافظا له فعلا ومعتمدا على ذاكرته التي قد تنسب إلى الخليل شيئا لا نجده في كتابه العين .. أو يحتمل أن النسخ المتبقية من العين بحاحة إلى استكمال.
ويحتل الخليل بن أحمد الأزدي مكانة رفيعة في نفس المؤلف أبي محمد عبد الله بن محمد الأزدي ، إذ يكاد الخليل يكون العالم الوحيد الذي يعقّب المؤلف على ذكر اسمه دائما بألفاظ الترحّم والإجلال والإكبار.
وإذا كانت حياة المؤلف مجهولة ، على ما أشرنا إليه منذ قليل ، فإن الباحث وبالاعتماد على تحليل مادة الكتاب يستطيع أن يسد بعضا من الثغرات الكثيرة في مجريات حياة مؤلفه.
إنّ دراسة متأنّية لمادة كتاب الماء قد دلّتنا على هذه الآثار التي قد تكون نافعة في تصوّر أكثر اكتمالا لحياة المؤلف ، فمنها نتبيّن :
١ ـ أنه ولد في" صُحَار" من بلاد عمان .. ففي مادّة" ص. ح. ر" وبعد أن يذكر المعلومات الطبية المتعلقة بهذا اللفظ وما يشتق منه يصل الى ذكر" صحار" فيقول :
(وصحار قصبة عمان ، مدينة طيبة الهواء كثيرة الخيرات ، وسميت بصحار بن إرم بن سام بن نوح ، عليهالسلام :
بلادٌ بها شُدَّت عليَّ تمائمي |
|
وأولّ أرض مسّ جلدي تُرابُها |
فلم يبق لدينا شكّ في مولده وأصله.